عجيب أمر نخبتنا كثيرا ما تصيبنى دهشة ممزوجة بالغضب من طريقة تفكير من يسمون أنفسهم بالنخبة المثقفة (لفظ فيه من التعالى والكبر وإزدراء الناس الكثير) حول سيناريو التحول الديمقراطى فى مصر. فهم تارة يريدون مد الفترة الإنتقالية بتأجيل الإنتخابات بحجة عدم الجهوزية لها وحجة أن التيارات الإسلامية هى التى ستكتسح وحجة إعطاء الفرصة للأحزاب الناشئة لتقوية نفسها للمنافسة فى هذه الإنتخابات وبالتالى سيكون هناك مد لفترة تولى المجلس العسكرى إدارة شؤون البلاد وتارة أخرى تجدهم يطالبون بتنحية المجلس العسكرى والمطالبة بمجلس رئاسى مدنى يتولى الفترة الإنتقالية وتارة يطالبون بالدستور أولا محاولين إلغاء نتيجة أول تجربة ديمقراطية عرفتها مصر منذ عشرات السنين وهى نتيجة الإستفتاء التى حددت معالم الفترة الإنتقالية بكل وضوح. فلنتوقف قليلا عند مسألة المجلس الرئاسى المدنى وأطلب منهم حقيقة أن يجيبوا على الأسئلة الأتية: 1- كم سيكون عدد أفراد هذا المجلس الرئاسى؟. 2- من الذى سيختارهم وبأى طريقة سيتم الإختيار؟. 3- كم هى المدة التى سيمكثها هذا المجلس؟. 4- من يفصل فى الخلافات التى ستنشب بالطبع بينهم؟. أرأيتم يا نخبتنا العزيزة أنكم لا ترون أبعد من تحت أقدامكم. أجيبوا على الأسئلة وستعلمون أنكم تطلبون دخول البلاد فى فوضى شاملة بهذا المطلب وحده إذا تم تنفيذه وبالطبع سيتم إختيار هذا المجلس المدنى من بين المثقفين (لا أدرى أى ثقافة يدعون) الذين يعرفون مصلحة الشعب الذى لا يحسن إختيار أى شىء فلابد إذا من الحجر على رأيه والوصاية عليه لأنه غير مؤهل للإختيار أو للديمقراطية كما قال نظيف الذى إتضح أنه ليس نظيفا. هذا المطلب يا سادة دليل قوى على أنكم لا تعملون بحيث تكون مصلحة مصر أولا ولكن تعملون لمصالحكم الشخصية ولتذهب مصر إلى الجحيم، فمد الفترة الإنتقالية معناه أن تطول فترة عدم الإستقرار والبلطجة وإحجام المستثمرين عن ضخ مزيد من الإستثمارات خوفا من المجهول، معناه إحجام السائحين عن زيارة مصر لأنها ليست مستقرة بعد وبالتالى تزداد البطالة ويستمر غلاء الأسعار لنفاجىء بثورة جياع هذه المرة لا تبقى ولا تذر. قليلا من الإحساس بالمسؤولية يرحمكم الله.