الصراع الدائر في ليبيا حاليّا يبدو أنه سيزداد اشتعالا خلال الفترة القادمة، بعدما طالت نيران الجماعات الإرهابية خزانات النفط الليبية بمنطقة الهلال النفطي وسط ليبيا، فعلى ما يبدو أن الجماعات المتطرفة تعرف أين يمكن أن تصيب الأماكن الحساسة في ليبيا وما يساعدها هو امتلاكها لأسلحة متطورة مكنتها استهداف خزانات النقط بعد قصفها بالزوارق الحربية من البحر والطائرات من الجو وسط تقاعس المجتمع الدولي عن تقديم الدعم اللوجيستي للجيش الليبي الذي يقود حربّا صعبة ضد المليشيات الإرهابية في شرق البلاد وغربها. بعثة الأممالمتحدة بليبيا أدانت الهجوم الإرهابي على المنشآت النفطية بمنطقة خليج سرت، ودعت البعثة في بيان لها، مساء اليوم السبت، إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات محذرة من التداعيات البيئية والاقتصادية نتيجة أعمال العنف والتدمير في منطقة الهلال النفطي. ودعت البعثة القوات على الأرض إلى التعاون لإفساح المجال أمام فرق الإطفاء لإخماد الحريق ووقف كل الأعمال العسكرية، بما فيها الغارات الجوية، التي تهدد بتوسيع نطاق الصراع، وفق ما ذكر البيان، الذي اعتبر الهجمات على مرافئ النفط انتهاكا لقرارات مجلس الأمن حول ليبيا. الهلال النفطي "منطقة الصراع" تتكون منطقة الهلال النفطي من 19 خزانا للنفط الخام نجحت المجموعات الإرهابية في إصابة أربعة خزنات منها اشتعلت بهما النيران، وجميع الخزنات مليئة بالنفط الخام خاصة خزنات السدرة أكبر موانئ تصدير النفط في ليبيا. ويتم تصدير نصف النفط الخام الليبي من هذا الميناء، وتشتمل جميع الخزنات على 6 ملايين ومائتي ألف برميل ويبلغ سعر برميل النفط 60 دولارا وتكمن الخطورة هنا أن كل هذه الكمية معرضة للاشتعال، حيث لم يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على النيران المشتعلة في الخزنات الثلاثة بل ثمة أنباء عن وصول النيران إلى الخزان الرابع. علي أبو جازية رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للتنمية والاستثمار ووزير الإعلام الليبي الأسبق قال: إن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الهلال النفطي تكمن في وجود أغلب الموانئ النفطية فيها (السدرة، رأس لانوف، البريقة، الزويتنة) وكذلك وجود الصناعات البتروكيميائية في كل من رأس الأنوف والبريقة وتسمية الهلال النفطي محاولة لتغيير المنطقة الجغرافية خليج سرت التي تمتد من بنغازي شرقّا إلى مصراتة غربّا والذي يوحد ليبيا وتركيز التسمية على النفطية لتأجيج الصراع على الثروة ودفع الواهمين في الشرق للمطالبة بالانفصال بحجة التهميش وعدم حصول قبائل المنطقة على حقهم في ثروتهم وفي الواقع فإن أغلب الاحتياطات النفطية موجودة في الجنوب الغربي والوسط أما احتياطات النفط الصخري فأغلبها موجود في الغرب.