لم يعتد لبنان مثل هذا الصمت في موسم سياحي حيوي هو عيد الفطر المبارك، فقبل عام من الآن تكاد لم تجد لنفسك حجرة في أي من فنادق العاصمة بيروت، أما هذا العام فقد حكم المناخ الأمني السيء الذي يسود لبنان، على موسمها بالركود . ويقول نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان، جان عبود، في مقابلة مع الأناضول، إن الأوضاع الأمنية غير المستقرة، حالت دون تحسن كبير في الحجوزات مع اقتراب عيد الفطر . وأضاف عبود، أن وضع قطاع مكاتب السياحة والسفر مازال أفضل من وضع القطاعات السياحية الاخرى كالفنادق والمطاعم، إلا أن الحجوزات محصورة فقط باللبنانيين المغتربين . وتابع: “,”هناك غياب شبه كلي للحجوزات من قبل السياح العرب والخليجيين، وكذلك الأوروبيين “,”. وقال عبود إن نسبة إشغال الفنادق في لبنان لم تتعدى 19% مما يعكس وضع القطاع السياحي المتراجع بشكل عام، لافتا إلى أن نسبة الحجوزات كانت تصل إلى 100% في مواسم الأعياد، في حين لا تتخطى ال 50% حاليا في مدينة بيروت . وأشار نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر في لبنان، إلى أن نسبة الموظفين في مكاتب السياحة والسفر انخفضت بسبب تراجع نسبة الحجوزات . وحول الحلول التي يمكن مواجهة هذا الركود الذي ضرب قطاع السياحة اللبناني، قال إن عودة انتعاش السياحة بشكل عام مرهون بعودة الاستقرار الأمني، وسد الفراغ السياسي بتشكيل حكومة وفاق وطني . وفي سياق متصل، قال نقيب الفنادق بيار الأشقر، في مقابلة هاتفية مع الأناضول، إن نسبة الحجوزات تحسنت قليلا مع اقتراب عيد الفطر خصوصا في مناطق الاصطياف، “,”إلا أن معظم هذه الحجوزات هي من لبنانيين، أما بالنسبة للحجوزات في مدينة بيروت فهي محصورة بالسوريين المقتدرين وعدد لابأس به من الوافدين العراقيين، بالإضافة إلى عدد كبير من اللبنانيين العاملين في دول الخليج “,”. وأضاف الأشقر، أن هذه الحجوزات مازالت غير مضمونة، لأن هناك حالة ترقب للوضع الأمني غير المستقر في لبنان، معتبرا انه لا يمكن مقارنة نسبة الحجوزات بالأعوام السابقة . ولفت إلى أن عدم الاستقرار الأمني داخليا وإقليميا وعدم الاستقرار السياسي بسبب غياب حكومة وحدة وطنية، بالإضافة إلى قرار دول مجلس التعاون الخليجي بمنع رعاياها من المجيء الى لبنان بسبب مشاركة حزب الله اللبناني بالصراع السوري، أثر كثيرا على الاقتصاد اللبناني بشكل عام والقطاع السياحي بشكل خاص .