كشفت لجنة الصحة بالاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين برئاسة الدكتور محيي الدين حافظ، اليوم الأربعاء، عن أن ظاهرة غش الدواء تكبد شركات الدواء على مستوي العالم خسائر قيمتها 300 مليار دولار سنويا، مشيرة إلى أن الأدوية المغشوشة تمثل نحو 10 % من الأدوية المطروحة بالأسواق عالميا، وتزيد لتصل لنحو 30 % بأسواق الدول النامية. وقال حافظ خلال اجتماع عقدته لجنة الصحة اليوم الأربعاء لمناقشة ظاهرة غش الدواء باستضافة مسئولين عن كل من إدارة التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة ومصلحة الجمارك ومباحث التموين ووزارة الصناعة والتجارة: إن عن خسائر الشركات المحلية نتيجة الأدوية المغشوشة تصل إلى 30 % سنويا، مشيرا إلى أن غالبية الغش يتم في أدوية الشركات الكبري والتي غالبا ما تكون متعددة الجنسيات لارتفاع أسعار منتجاتها، لافتا إلى أن من أبرز البؤر التي تقوم بتصنيع الدواء المغشوش بمصر امبابة والمطرية والدقهلية ونبروه وأبوالنموس. وعرف حافظ غش الدواء بأنه التلاعب في المادة الفعالة للدواء، موضحا بعض اشكاله بأن منها ما يتم استبدال المادة الفعالة فيها بمادة أخرى يمكن أن تكون أقل فعالة، كما يمكن أن تكون خالية تمام من المادة الفعالة وتسبدل ب"نشا فقط"، وفي بعض حالات الغش تستخدم عبوات وزجاجات الأدوية الفارغة ويعاد تعبئتها بأي مواد ليس لها أي صلة بالعلاج، واحيانا تعبئ بمواد ضارة كالصابون مثل ما يحدث في بعض أدوية الفشل الكبدي المغشوشة، لافتا إلى أن غش الدواء وصل إلى أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر والسرطان والمضادات الحيوية، وكذلك أدوية علاج الإدمان من المخدرات، كما أنها لم تقتصر على الدواء البشري فقط، وإنما يمتد أيضا لأدوية العلاج البيطري. وأوضح الدكتور محمد الديب عضو اللجنة، أن كل ما هو مجهول المصدر سواء محلي أو مستورد "مهرب" يدخل تحت بند الأدوية المغشوشة، كاشفا عن أن من أهم مصارد انتشار غش الدواء بالأسواق، مصانع بئر السلم التي تصنع دون ترخيص وليس عليها أي رقابة، كذلك بعض مصانع التل "التصنيع لدى الغير"، فتلك المصانع تلتزم بالإنتاج السليم في أول عملية إنتاجية فقط من باب خداع الرقابة، ثم تشرع في الإنتاج المغشوش بغش المادة الفعالة. وتابع الديب أن من مصادر نشر غش الدواء أيضا بعض الصيدليات التي يقوم على صيادلة من ضعاف النفوس الذين يقبلون بيعها بل والترويج لها عن طريق العروض والخصومات، كذلك بعض العيادات الطبية التي يباع من خلالها الادوية المغشوشة بل وينصح بها الطبيب دون غيرها، أيضا مراكز علاج الادمان، يضاف إلى ذلك صالات الجيم ومراكز التجميل، وذلك إلى جانب القنوات الفضائية التي تروج لادوية ومستحضرات تجميل مغشوشة ومهربة. ويرشد الديب المواطنين لكيفية اكتشاف الدواء المغشوش بأنه إذا كان الدواء أقراصا فان لونها يكون باهتا أو بها بقعا، واذا كانا شرابا يكون ذو طعم غريب وغير معتاد أو يكون به شوائب، وبالنسبة للغلاف الخارجي يكون لونه باهتا ومغاير ولو بنسبة ضيئلة للعبوة الاصلية، وينصح الديب كذلك فيما يخص أدوية الثلاجات مثل حقن الانسولين وحقض التبويض التأكد من علامة الجودة بها. ويتابع "الديب" بضرورة التأكد من رقم تسجيل الدواء بوزارة الصحة، وكذلك العلامة المائية وتاريخ الإنتاج والصلاحية، كما لابد من التعامل مع صيدليات موثوق بها، كذلك على الصيدليات التعامل مع شركات معتمدة.