تعقد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ندوة بعنوان "تحليل الأبعاد الإسلامية في الرسائل العلمية" خلال الفترة من 17-18 ديسمبر الحالي تحت رعاية الأستاذ الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة. تأتي الندوة في إطار التعاون بين اتحاد جامعات العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو وجامعة القاهرة، والتي تهدف إلى عمل خريطة معرفية تناقش الأبعاد الإسلامية في إطار تخصصات العلوم السياسية والاقتصاد والإدارة العامة، نظرا لأن القضايا الإسلامية متعددة ويختلف تناولها في الإنتاج العلمي للجامعات المنتشرة في دول منظمة التعاون الإسلامي، وفقًا للسياقات التاريخية والمجتمعية لكل دولة، ولذلك فلابد من الوقوف على ما تنتجه الجامعات من دراسات وأبحاث تتناول تلك القضايا ومراجعة التحليلات التي تبنتها والنتائج التي توصلت إليها. وقالت الدكتورة حورية توفيق مجاهد منسق كرسي الإيسيسكو والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الندوة تسعى إلى تحقيق عدة أهداف من أهمها التعريف بما هو موجود في الكلية من مدارس فكرية مختلفة وإبراز مدي اهتمام الدارسين بإدخال البعد الإسلامي في دراساتهم، الوقوف على تطور الاهتمام بمجال الدراسات الإسلامية في الكلية، تحديد الرؤية المستقبلية للأبحاث في هذا المجال، اعتبار هذا المشروع نواة يمكن البناء عليها كنموذج في الجامعات بالدول الإسلامية، والعمل على إصدار مجلد يضم كل الرسائل العلمية التي تناولت أبعادًا إسلامية في الجامعات بالدول الإسلامية. وتتضمن أعمال الندوة نتائج مشروع بحثي يقوم على مسح رسائل الماجستير والدكتوراه التي نوقشت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية خلال خمسة وأربعين عامًا امتدت من عام 1969 إلى نوفمبر 2014، حيث بلغ عدد الرسائل في هذه الفترة 108 رسالات اختص قسم الاقتصاد ب 14 رسالة، و95 رسالة في العلوم السياسية تنقسم إلى 14 رسالة في حقل العلاقات الدولية، 34 رسالة في حقلي النظم السياسية والإدارة العامة، 46 رسالة في الفكر السياسي والنظرية السياسية. وتناولت الرسائل العلمية في حقل الاقتصاد الأبعاد المختلفة للاقتصاد بداية من الفكر الاقتصادي، حيث هناك رسالة تناولت الفكر الاقتصادي للماوردي، كذلك ديناميكية الاقتصاد الإسلامي، مرورًا بدور الزكاة والأوقاف في الاقتصاد، ووصولًا إلى دور المؤسسات الاقتصادية خاصة البنوك الإسلامية وعلاقتها بالبنك المركزي، ودورها في الاستثمار، طبيعة الأرباح المصرفية، إضافة إلى دورها في عملية التنمية العربية بجانب تناول ظواهر اقتصادية تأثر بها العالم العربي مثل شركات توظيف الأموال، ولم تقتصر الرسائل في هذا الحقل على التجربة المصرية فهناك رسائل تناولت الأبعاد المصرفية في اليمن والإمارات. أما رسائل النظرية السياسية فقد تمحورت موضوعاتها واهتماماتها ومفاهيمها حول كشف الغموض والالتباس الذي قد يحيط بتلك المفاهيم مثل الجهاد والمقاومة والاختيار والتجديد، فضلًا عن الأطروحات المختلفة التي ساقها الباحثون والتي عرضت للفكر السياسي الإسلامي والنظرية السياسية الإسلامية في فترات مختلفة مثل الدراسات التي تناولت الأبعاد السياسية لمفهوم الحاكمية، مفهوم العدالة، العمران، وأدب النصيحة في الخبرة الإسلامية والمرأة والعمل السياسي. واختلف محور التحليل في حقل النظم السياسية، حيث اهتمت بعض الرسائل بدراسة المؤسسات مثل الدور السياسي للأزهر، الدور السياسي للمسجد، الدور السياسي للجمعيات الأهلية الإسلامية في مصر، دور الطرق الصوفية في التنشئة السياسية في مصر، بينما اهتمت بعض الدراسات الأخري بدراسة العلاقات بين مجموعات أو جماعات أو حركات بالنظام السياسي منها دراسة "الأقليات والممارسات السياسية في الخبرة الإسلامية"، "دور رجال الدين في الثورة الإيرانية"، و"العلاقة بين النظام السياسي والحركات الإسلامية في مصر"، وقد لوحظ أن كثير من تلك الرسائل اهتمت بالواقع المصري تحديدًا إلا أن بعض الرسائل الأخري كان الإطار المكاني فيها غير محدد بالضرورة في موضوع الرسالة.