قام تنظيم "داعش" الإرهابي بتوزيع منشورات على المصلين بعد صلاة الجمعة تخص السبايا وجواز التمتع بهن، وإمكانية جمع الأختين على فراش واحد أو السبية وعمتها أو السبية وخالتها، مفسرة إباحة السبي لجميع الكافرات أو الكتابيات، ويقصد بالكتابيات هنا من يتبعن الديانات التي لها أنبياء وكتب سماوية من غير المسلمات. وضمنت المنشورات أسئلة وأجوبة حول التمتع بالسبايا ومنها: هل يجوز للمسلمين سبي واحتجاز النساء والأطفال من غير المسلمين؟.. الإجابة هي "نعم"، وهل يمكن "وطء" النساء والفتيات من غير المسلمات، حتى وإن كن ما زلن في مرحلة الطفولة؟.. الإجابة أيضاً "نعم"، وهل يمكن بيعهن أو منحهن كهدايا للغير؟.. لا تختلف إجابة هذا السؤال عن غيره من الأسئلة، التي تضمنها منشور بالتنظيم المتشدد المعروف باسم "داعش." وفوجئ المصلون في المدينةالعراقية، التي تخضع لسيطرة داعش، بعشرات المسلحين من عناصر التنظيم يقومون بتوزيع المنشور الجديد عقب صلاة "المغرب"، في الساعات الأولى من مساء الجمعة، وجاء المنشور الملون في شكل أسئلة وأجوبة حول سبي النساء ووطئهن جنسياً. وأكد ثلاثة شهود عيان، أن منشور داعش أصاب السكان ب"الصدمة"، وذكر أحدهم أن "الناس بدأوا يتجمعون في مجموعات صغيرة، للحديث عن هذا المنشور"، وأضاف: "الناس في حالة صدمة، لكن لا أحد يمكنه أن يفعل شيئاً." ويبدو أن المنشور قد جرت طباعته في وقت سابق، حيث بثه تنظيم داعش على أحد المواقع التابعة له، إلا أن الجدل احتدم حوله مجدداً، بعد نشره على موقع "معهد الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية"، بالعاصمة الأمريكيةواشنطن. وفكرة قيام مسلحي داعش باختطاف وبيع واغتصاب النساء والأطفال، قد لا تشكل مفاجأة للكثيرين، حيث ظهرت مثل هذه الأفكار منذ بدء التنظيم المتشدد حملته للتوسع في سورياوالعراق، ومنها قصص مفزعة رواها عدد ممن ينتمون للأقلية "الأيزيدية" في شمال العراق. ومما كشفت عنه تلك الروايات، عمليات قتل وتعذيب مدنيين أبرياء، ليس لسبب إلا لأنهم يرفضون الانضمام لداعش، أو لرفضهم القوانين التي يفرضها التنظيم، ويقول إنها تستند للشريعة الإسلامية، ومنها تشريع يجيز لمسلحيه قتل الصحفيين وموظفي وكالات الإغاثة باسم الدين. إلا أنه من النادر أن يصدر التنظيم منشوراً ملوناً في شكل أسئلة وأجوبة، تتضمن فتاوى تجيز اختطاف النساء والأطفال، باعتبار أنهم "سبايا"، بل ويشرع ممارسة عناصر الجنس معهن، على اعتبار أنهن "ملك أيمانهم"، وكذلك يسمح لهم ببيعهن أو تقديمهن ك"هبة" للغير. ويبدأ داعش منشوره بسؤال: "ما هو السبي؟"، ليجيب بأنه "ما أخذه المسلمون من نساء أهل الحرب"، وأكد في الإجابة على سؤال آخر "جواز سبي الكافرات كفراً أصلياً، كالكتابيات والوثنيات"، إلا أنه لفت إلى اختلاف العلماء في "سبي المرتدة"، أي التي ارتدت عن الإسلام. وعن شروط "وطء السبية"، أو "الأمة"، من قبل مالكها، ذكر المنشور، المنسوب لداعش، أنه "إذا كانت بكراً فله أن يطأها مباشرةً، أما إذا كانت ثيباً فلابد من استبراء رحمها"، أي الانتظار عليها حتى تحيض مرة واحدة على الأقل، وذلك للتأكد من أنها غير حامل. وفي سؤال آخر: "هل يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم؟"، جاءت الإجابة: "يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم إن كانت صالحة للوطء، أما إذا كانت غير صالحة للوطء، فيكتفي بالاستمتاع بها دون الوطء"، إلا أن المنشور لم يتضمن معايير تبين كيف يمكن أن تكون الطفلة صالحة أو غير صالحة لمواقعتها جنسياً. كما جاء في الإجابة على سؤال آخر، أنه "يجوز الجمع بين الأختين، وبين الأمة وعمتها، والأمة وخالتها في ملك اليمين، ولكن لا يجوز الجمع بينهما في الوطء، من وطأ واحدة منهن فلا يحق له أن يطأ الأخرى، لعموم النهي عن ذلك." وتضمن المنشور أسئلة وإجابات أخرى حول شرعية ضرب الإماء، وبيعهن وإهدائهن للغير، وقواعد خروجها على الرجال الأجانب دون حجاب.