مثلما أغوت "دليلة" شمشون الجبار واستطاعت بفتنتها أن تأسر عدو بني إسرائيل، وسلبت الغانية "أستير" أحد الملوك عقله، وتعرت "سالومي" أمام الملك فأهداها رأس يوحنا المعمدان، نجحت عملية المخابرات الروسية الفاتنة "آنا تشابمان" في السيطرة على المدير السابق للنظم بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "إدوارد سنودن"، في عملية جاسوسية تقليدها، عناصرها الجنس والحب والغواية. - هل تتزوجني يا سنودن؟ كانت تلك تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كتبتها الحسناء فيما كان الرجل الثلاثيني في مطار موسكو يطلب اللجوء من السلطات الروسية، بعد فضحه آلاف الوثائق السرية حول نظم المراقبة لوكالة الأمن القومي الأمريكي. رجل محطم تطارده سلطات بلاده، وحسناء ممشوقة القوام ذات جمال قوقازي متوحش.. هل ثمة من يقدر على المقاومة؟! ووفقا لوكيل المخابرات الروسي السابق "بوريس كاربيتشكوف" والذي لا يزال مقربًا من كبار مسئولي بلاده، رغم فراره إلى المملكة المتحدة منذ 15 عامًا، فإنه "لم يكن محض صدفة أن أبدت الجاسوسة الروسية السابقة عارضة الأزياء البالغة من العمر 32 عاما الإعجاب ب"الصيد الأمريكي الثمين"، فالسلطات في بلادها أرادت أن يتزوج الطريد بالحسناء، ومن ثم يحمل الجنسية الروسية، فلا يغادر البلاد وفق القوانين هناك إلا بإذن من السلطات. وتنحدر "شابان" من عائلة ذات تاريخ طويل في الجاسوسية، فأبوها كان من أهم عملاء موسكو، وكانت اعتقلت عام 2010 مع تسعة روس آخرين، بالولايات المتحدة بتهمة التجسس لمصلحة بلادها، وأُفرج عنها في غضون شهور، ضمن صفقة تبادل جواسيس بين الدولتين. وكانت الحسناء ذات الشعر الأحمر، تزوجت عام 2002 في لندن من البريطاني "آليكس تشابمان" لكنهما تطلقا بعدما كشف عن أنها جاسوسة لمصلحة بلادها، وتم تجريدها بعدئذٍ من جنسيتها البريطانية، فعادت إلى موسكو، حيث انفتحت أمامها أبواب الشهرة وعملت مذيعة تليفزيونية وعارضة أزياء. وعندما كان "سنودن" في مطار موسكو، كان الرجل محطمًا، فقد اضطر للبقاء بالمطار لمدة شهر ونصف، وتعرض لحرب نفسية من السلطات الروسية، وكان انفصل لتوه عن صديقته "ليندسي لميلز" في هاواي، يتهمه مواطنوه بالخيانة، ويراه العالم بطلًا فضح المؤامرات الأمريكية على 35 رئيس دولة.. عندئذٍ دخلت الحسناء على الخط، فإذا بها تتحول إلى طوق نجاة يتشبث به. ورغم أن الهارب لم يتزوج الحسناء بعد، إلا أن خبرًا كهذا قد يحدث في أية لحظة، فالرجل لازال في روسيا، والحسناء تحاصره بجمالها الطاغي، في منفاه الاختياري.