تنتهي الحياة العملية لملايين المصريين، فيجدوا أنفسهم بعد الخروج للمعاش محاصرين بالمصاريف التي لا ترحم فمنهم من يستطيع الإنفاق على أسرته، ومنهم من يثابر من أجل حياة كريمة ومنهم من لا يستطيع الإنفاق على نفسه أو على أولاده بذلك العائد الضعيف الذي يخلفه راتبه في القطاع الخاص حيث أفني فيه عمره دون أن يحصل على معاش أو تكون قيمته ضئيلة جدا لا يسمن ولا يغني من جوع، فيلجأ البعض من المقبلين على سن المعاش إلى شركات التأمين التي تغري عملائها في الشركات والمصالح بالقطاع العام والخاص للتعاقد على ما يسمي "المعاشات التكاملية"، وهو برنامج حماية تقدمه تلك الشركات لأي شخص يتراوح عمره بين 20 و50 سنة بما يضمن معاشا يصرف من الشهر التالي لسن المعاش مدي الحياة، أما في حالة الوفاة فتصرف شركة التأمين معاش سنة كاملة، يسدد دفعة واحدة للمستحقين ويصرف معاش للورثة من الشهر التالي للوفاة وحتى نهاية مدة التأمين وبحد أدنى 15 سنة. "البوابة نيوز"، استطلعت آراء الخبراء في مجال التأمين حول ذلك النوع من المعاشات ومدي مصداقية شركات التأمين الخاصة أو نصبها. من جانبه قال الدكتور سامي نجيب، أستاذ ورئيس قسم التأمين بكلية تجارة جامعة القاهرة، رئيس شعبة بحوث وإدارة الأخطار والتأمين بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، إن شركات التأمين تتجه للتعاقد مع المؤسسات والمنظمات التي يكون متوسط أجر العامل فيها مرتفعا، وذلك من أجل تقديم خدمة المعاش التكميلي، التي يلجأ إليها الموظفون، موضحا إنه على سبيل المثال الموظف في قطاع مثل البترول والسياحة الذي يصل داخله على سبيل المثال إلى 10 آلاف جنيه شهريا، يدفع من ذلك المبلغ 4 آلاف جنيه تأمينات وبالنسبة لباقي الراتب الذي يقدر ب6 آلاف جنيه يحاول الحفاظ عليه عبر دفع جزء منها شهريا إلى شركة التأمين لكي يضمن معاشا يؤمن حياته مدي الحياة بها وهو ما يسمي بالمعاش التكميلي. وأضاف أنه من مزايا هذا البرنامج أنه يحق للمؤمن له اختيار مبلغ المعاش بدون حد أقصى الذي يناسبهم على عكس ما يحدث بالمعاش العادي ونفي نجيب إمكانية النصب على العمال من خلال تلك الشركات التأمينية، حيث تعمل على تأمين حياة ومستقبل العامل المادي وتتجه شركات كثيرة إلى التعاقد معها دون خوف كما أن هناك من المصالح والشركات التي توقع عقود تأمين جماعي معها، كما أنها غالبا ما يكون موثوق بها، متابعا "لا يمكن أن يكون هناك إتاحة للمعاش التكميلي بالنسبة إلى موظف لا يتقاضي سوي 500 جنيه، حيث لا يوجد إمكانية لكي يتم اختصام أي مبلغ مالي من راتبه، بسبب ضعف الراتب فيأخذ معاش اجتماعي طبيعي يتقاضاه شهريا". من جانبه قال صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، أن هناك من يميل للاتجاه نحو الحصول على المعاش التكميلي حيث يري أنه مناسب له ويعمل على صون حقوقه بعد انتهاء عمله، وذلك على أساس أنه يعمل على تكميل الفرق ما بين ما كان يحصل عليه كمعاش أساسي وبين ما يتقاضاه أثناء فترة العمل مما يمنع تحقيق العجز المالي في تلك المرحلة العمرية. وقال هاني نشأت مدير إحدي شركات التأمين، إن المعاش التكميلي نظام آمن تماما ويتيح إمكانية التأمين على الحياة، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يبدا المواطن الراغب في الإشتراك به بمبلغ 5 جنيهات إلى أكثر من ذلك حسب الرغبة، موضحا أنه على سبيل المثال إذا أراد أحد الأشخاص والذي يبلغ من العمر 23 عاما الدخول بمبلغ شهري 300 جنيه شهريا فمن المتوقع أن يحصل على معاش 3500 جنيه على الأقل خلال السنة عند عمر 55 عاما، متابعا أن شركات التأمين تكون تحت رقابة هيئة الرقابة المالية التي تحول إليها أي مشاكل.