قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير بشهر كامل، رد الإخوان على دعوات الشباب للمشاركة بأنه لا خروج لديهم على طاعة الحاكم، وأن أدبيات فكرهم ومؤسس جماعتهم لا تعرف الثورة، وكذا فعل وقال كل من ينهل من معين الجماعة. وبعد أحداث 28 يناير أمر المرشد شباب التنظيم بالنزول إلى التحرير ليقول للعالم بعد 11 فبراير، إن الثورة "إخوانية" خالصة، وإن الجماعة هى من دفعت الثمن، حتى إذا ما حضر استفتاء 19 مارس ضللوا البسطاء بأن التصويت ب"لا" يعني الحشر مع المسيحيين فى جهنم، وصارت كل جمعات الثوار خيانة وكل تجمعاتهم حرام شرعًا، فلا أجندة تجمعهم بمحتشدي العباسية، ولا مصلحة مشتركة تجعلهم يتعاونون مع معتصمي "محمد محمود" من الكفار والأناركيين والشيوعيين والمسيحيين، الذين تقدم اعتذاراتها لهم الآن، مطالبة إياهم بقبولها والنزول مع أعضائها فى جمعة "الشباب المسلم" بعد غد، ردًا على ثورة "المسيحيين" فى 30 يونيو. تسميها الجماعة "جمعة الشباب المسلم" وتقول إنها تستهدف إنقاذ "الإسلام" من خطر أعدائه، وقد صنفت المصريين كافة كأعداء ل"دينها"، أو قل "عقيدتها" و"معتقدها"، ثم تضلل الناس بزعمها أن "الثورة الإسلامية" لانتشال مصر من الكفار، وقد صنفت سكان المحروسة ك"عبيد للبيادة"، قبل أن تبدأ قتلهم واستهدافهم مباشرة فى قطارات ومركبات عامة، وتغتال أبناءهم الساهرين على حماية الوطن وحدوده. إسلام "الإخوان" نوع مختلف وشكل جديد لعقيدة يدركون أركانها تمامًا، ويعرفها المصريون و"يفقسها" المحنكون الرافضون لوصاية اللحية والجلباب والسوط والرصاص، وإذا كانت "ثورة الجمعة" استبعدت بتسميتها الإخوة المسيحيين تمامًا، فلا شك فى أنها استبعدت معهم كل من يؤمنون بحقوق قبط مصر كافة، فى العيش والحرية والعدالة والكرامة، وكلها شعارات كافرة لا تؤمن بأن هناك "إله رزاق رحيم عادل" لا يترك عبدًا يموت جوعًا كما يقول لصوص الثورة قبل إسقاطهم من عرش مصر.