أكد ديفيد ثورن المستشار الخاص لوزير الخارجية الأمريكي أن هناك اتجاهًا قويًا لدى إدارة الرئيس باراك أوباما لدعم الاقتصاد المصري حيث أعرب عن اهتمامه بأن يكون هناك تعاون حقيقي مع مصر على جميع الأصعدة، مشيرا إلى أن ما حدث في مصر خلال الفترة الماضية يستحق الإشادة والتحية وهى أشياء إيجابية بصفة عامة. وقال ثورن، الذي رأس وفد رجال الأعمال وأصحاب الشركات الأمريكية التابع لغرفة التجارة الأمريكية، إن "هذا أكبر وفد من رجال الأعمال الأمريكيين على مدى تاريخ الغرفة يقوم بزيارة دولة خارج الولاياتالأمريكية مما يؤكد رغبة هذه الشركات في الاستثمار في مصر، خاصة أن هناك ما لا يقل عن 20 شركة من إجمالي تلك الشركات التي يصل عددها إلى نحو 66 شركة يزورون مصر لأول مرة"، مشيرا إلى أنه تم بالفعل التوقيع على بعض العقود لإقامة استثمارات أمريكية جديدة في مصر خاصة في قطاع الطاقة. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام زيارة الوفد الأمريكي لمصر، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام عقدوا خلالها لقاءات مكثفة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وأعضاء الحكومة. وأضاف أن "هناك اهتمامًا كبيرًا من جانب الشركات الأمريكية بصفة عامة للاستثمار في محور قناة السويس خاصة أن هناك عددًا من كبرى الشركات الأمريكية لم يأت ضمن هذا الوفد وينتظر لاستكشاف الفرص والأوضاع في مصر حتى يقرر بعد ذلك القدوم إلى مصر والاستثمار بها". وأوضح ثورن أن مصر من الممكن أن تصبح نموذجا للنجاح الاقتصادي في المنطقة، خاصة أن الوفد الأمريكي لمس خلال لقائه مع الرئيس السيسي وأعضاء الحكومة مدى جديتهم وحرصهم على الاستمرار في عملية الإصلاح الاقتصادي. وفيما يتعلق بمباحثات مصر مع صندوق النقد الدولي الآن، قال ديفيد ثورن إنه "على الحكومة المصرية أن تأخذ تلك المباحثات بمأخذ الجد نظرًا لأهمية الشهادات التي يمنحها الصندوق لاقتصاديات الدول والتي تعتبر بمثابة شهادة الجودة في الاقتصاد وهذا شيء مهم للغاية لجذب الاستثمار"، موضحًا أن مصر من جانبها قدمت لصندوق النقد طريقًا مفتوحًا كي يأتي ويمنحها شهادة الثقة في الاقتصاد. وأشار إلى أهمية المؤتمر الاقتصادي المصري في مارس المقبل، والذي من شأنه أن يعمل على تقديم دعم قوي للغاية لمصر ويوفر فرصًا استثمارية جديدة. ومن جانبه، قال كوشن شوكسى من غرفة التجارة الأمريكية إن "وفد الشركات الأمريكية لمس مدى الصدق في حديث الرئيس السيسي خلال استقباله للوفد"، واصفًا هذا اللقاء بأنه كان إيجابيًا للغاية، خاصة أنه كان أول لقاء للوفد الأمريكي في زيارته لمصر. وأضاف أن "أعضاء الحكومة الحالية منفتحون ومتحمسون ولديهم رؤية محددة لتطوير بلدهم ويعتبرون الأكثر مرونة منذ أكثر من 25 عاما". وبدوره، أشار جريج ليبديف من غرفة التجارة الأمريكية إلى أن زيارة وفد الشركات الأمريكية تمت بالتواصل مع حكومة بلاده ومن أجل إقامة علاقات جيدة مع شركائنا في مصر، مؤكدا أنه على الرغم من بعد المسافة بين واشنطن والقاهرة إلا أن هناك رغبة ملحة للتعاون المشترك. وقال إن "الوفد الأمريكي سيقوم من جانبه بالتواصل مع وسائل الإعلام الأمريكية لعرض حقيقة الأوضاع في مصر في محاولة منهم لتصحيح الصورة المغلوطة التي ينقلها الإعلام عما يحدث في مصر"، مؤكدا أن ما شاهدوه يدعو للتفاؤل حول مستقبل هذا البلد العظيم. وأشار إلى أن الحكومة المصرية تحاول خلق بيئة جيدة من أجل تطوير وتنمية الاستثمار وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، موضحا أن كل هذه الجهود من شأنها أن تساعد على خلق شراكة طويلة الأمد بين مصر والشركات الأجنبية والأمريكية بصفة خاصة. ومن جهته، أوضح ستيفن فارس رئيس الجانب الأمريكي في مجلس الأعمال المصري الأمريكي أنه كان من الأهمية أن نستمع من أعضاء الحكومة لحل مشكلة مديونية الشركات العاملة في مجال الطاقة لدى الحكومة المصرية وتأكيدهم على سداد كل مديونياتهم. وقال إن "أعضاء الوفد لديهم انطباعات إيجابية في ختام تلك الزيارة المهمة لمصر وسوف نحاول أن ننقل هذا الانطباع لباقي الشركات الأمريكية التي لم تأت ضمن هذا الوفد"، مؤكدا أن هناك قناعة كبيرة للمشاركة الضخمة في مؤتمر مصر الاقتصادي في مارس المقبل. وشدد على أهمية توافر الأمن في مصر، موضحا أن ما رآه الوفد كان شيئا إيجابيا للغاية خاصة وأن لدينا قناعة تامة أن الاستقرار في مصر سوف يساعد الحكومة على تحقيق الرفاهية للشعب المصري. يذكر أن وفد الغرفة الأمريكية كان يضم 160 عضوا يمثلون 66 شركة أمريكية يصل حجم أعمالها إلى ما يقرب من 3 تريليونات دولار وهو أكبر وفد في تاريخ الغرفة الأمريكية يقوم بزيارة إلى دولة خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية.