منذ فترة طويلة تقوم واشنطن بعمليات مكثفة ومختلفة الطرق لإسقاط الأنظمة في العالم، ومن أبرز ما حققته في هذا الإطار الإطاحة برئيس وزراء الكونغو باتريس لومومبا باغتياله في عام 1960، والإطاحة برئيس جواتيمالا أربينز في عام 1954، والإطاحة بصدام حسين في العراق في 2003، والإطاحة برئيس هندوراس مانويل زيلايا في 2009، وسلسلة ثورات الربيع العربي التي بدأت في 2011 وأطاحت بمبارك في مصر والقذافي في ليبيا وبن على في تونس، والإطاحة برئيس أوكرانيا في 2013، وفشلت في الإطاحة سابقا بهوجو شافيز في فنزويلا وسوكارنو في أندونيسيا وهوشي مينه في فيتنام وكاسترو في كوبا، وبشار الأسد في سوريا حاليا. ووفقا لمركز جلوبال ريسيرش الكندي، فإن هدف واشنطن اليوم هو فلاديمير بوتين رئيس روسيا، وهو ما يعد ذروة الحماقة والغطرسة، حيث أن الدعم الشعبي والعالمي لبوتين يتجاوز بكثير أي رئيس أمريكي في التاريخ الحديث، حتى مستوى التأييد الشعبي لنظام أوباما والكونجرس الأمريكي لا يزال بعيدا عما يحظى به الدب الروسي، فقد خلقت قوة أمريكا الناعمة منذ 13 عاما الدمار وخسائر في الأرواح والممتلكات في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوربا الشرقية، ولم يتبق سوى عدد قليل مخدوع من المجتمع الدولي الذي يقوم بتمويله المنظمات الأمريكية، وفي جميع استطلاعات العالم، تصنف الولاياتالمتحدة باعتبارها أكبر تهديد للسلام العالمي. وبحسب تصريحات أودو آلفكوتي، رئيس التحرير السابق للصحيفة الألمانية الأكثر أهمية، فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج، فإن من مهام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" إيجاد الوسائل الملائمة لكل دولة للإطاحة بأنظمتها، والتي لا تخضع للتبعية الأمريكية بالتضامن، بالتعاون مع وكالات أمنية واستخباراتية أخرى. وأشار مركز جلوبال ريسيرش إلى أن ال"سي آي إيه" تقوم حاليا بإدارة حملة تشهير ضد بوتين، بالاتفاق مع الإعلام الأمريكي والغربي، ومن أهم الصحف التي تتبع المخابرات الأمريكية "نيويورك تايمز" و"واشنطن تايمز" ومجلة "نيوزويك" و"الإيكونوميست" البريطانية، و"ذي صن" و"ديلي ميرور"، وغيرها من وسائل الإعلام الكندية والاسترالية واليابانية، والتي يتم دفع الإعلانات فيها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أو الصندوق الوطني للديمقراطية، أو عن طريق المنظمات التابعة للحزبين الديمقراطي والجمهوري، والمنظمات الأخرى الراعية للدعاية التي تقوم بها واشنطن في الخارج. ورأى المركز أن بوتين دائم التنديد بالسياسة الأمريكية واتهام واشنطن بزعزعة استقرار العالم من أجل خدمة مصالحها الضيقة والأنانية ومصالح الجماعات الخاصة التي تتحكم في واشنطن على حساب بقية العالم، إضافة إلى معايير أمريكا المزدوجة، وتصعيدها لأشكال الصراع في جميع أنحاء العالم، ولهذا تقوم المخابرات الأمريكية منذ فترة بتصوير بوتين، الضابط السابق في المخابرات الروسية "كيه جي بي"، بأنه ديكتاتور ويحاول إعادة بناء الإمبراطورية القمعية، وتبث شائعات عن ثروته وحياته المرفهة وممتلكاته الفاخرة، ونشر مؤخرا مقال في صحيفة نيويورك تايمز تركز فيه على الغطرسة الشخصية وتصريحات هيلاري كلينتون عنه بأنه رجل عنيف وسيئ، ووصفه بالسفاح، وحذر المركز واشنطن من التلاعب مع روسيا والصين أيضا لأن النتيجة الحتمية ستكون بداية الحرب النووية.