أرسل الدكتور القس سامي عياد أستاذ بكلية اللاهوت الانجيلية عبر صفحته علي الفيس بوك عتابا للدكتور القس حبيب بيباوي قائلا تحت عنوان: "رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه". وتابع القس سامي: "عندما أتحدث عن الآخرين أعيش كثيراً من التردد والصراع. من جهة، لا أستطيع أن أروض عقلي أو أمسك أفكاري التي تصبح مع الوقت في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي، ومن جهة لا أستطيع التوقف عن النظر لنفسي وقد "نطت" في مخيلتي بكل عيوبها ومعيبها، بكل خُطاها وخطاياها، بل بكل تشوهات الخطية فيها. وإذ ينتصر عقلي في النهاية، تخرج منه بعض "اللخبطة" التي أسميها مجازاً "أفكاراً." وأضاف: "منذ أسابيعٍ وأنا أعيش هذا الصراع علي خلفية ما أُثير حول د. سامح موريس في الآونة الآخيرة. اليوم أستخير الله "متواضعاً متضعاً ناظراً لنفسي أولاً كي أخرج بعضاً من لخطبة عقلي في هذه القضية: أولاً: الرؤية الموضوعية شبه المجردة للمشهد ينبغي أن تبرز حقيقة أن قصر الدوبارة من أنجح، إن لم تكن هي الأنجح علي الإطلاق، الكنائس جميعاً في الشرق الأوسط. كنيسة تفعل كل شئ في الخدمة: عبادة متميزة، أعداد غفيرة من المتعبدين من كل البلاد، خدمات طبية، خدمات إجتماعية، تدريب قيادات، تدعيم مادي لكنائس أخري، كرارزة، قوافل، تلمذة، مؤتمرات،...وخدامت أخري كثيرة ومتنوعة. كنيسة قصر الدوبارة ايضاً تضم فريق خدمة علي أعلي مستوي في العدد والكفاءة بل في التنوع حيث يقبلون إختلافهم، مواقعهم، وأدوراهم. وفي الحقيقة لابد من الإشارة إلي واحد من أروع ما أخرجت الإنجيلية من خدام، د.ق/ منيس عبد النور الذي فتح أبواب الحرية بإتضاعٍ منقطع النظير لجميع الناس في الكنيسة فكان كالحبة التي وقعت في الأرض لتعطي ثمراً وفيراً. ثانياً: من ينكر أو يحاول أن ينكر موهبة وتميز ونجاح سامح موريس فهو كمن يحاول أن يدعي أنه لايري من الغربال. ليس هذا في الحقيقة ما اريد أن أؤكد عليه. لكنني أريد أن أؤكد علي أن التشكيك في ضمير ونوايا سامح موريس لهو أمر مبالغ فيه بل ربما يكون التشكيك نفسه هو الأمر المثير للتساؤلات، ليس سؤء تفسيرسامح لبعض الأمور اللاهوتيه، الأمر الذي من الممكن أن يقع فيه الجميع دون وعي. السؤال الذي يفرض نفسه في الواقع هو، هل من الممكن لمن تحقق خدمته كل هذا الإنتشار والنجاح علي مدار سنوات أن يحمل قلباً مخادعاً؟ أو نوايا مساومة؟ وهل لمن حقق مثل هذا الإسم وكل هذه الشهرة، يبحث عن شهرة أخري حتي من خلال فرقعة بعض البالونات؟ أشك في ذلك جداً. ثالثاً: في رأيي، أن تفسير الأمر ببساطة يكمن في قراءة ق. سامح الخاطئة لفكر كلفن. أو بصورة أدق عدم إلمامه الكامل بلاهوت كلفن في موضوع العشاء الرباني. فقد قرأ الرجل بعض الجمل التي يقول فيها كلفن مجازاً أننا عندما نأكل فإننا نأكل جسد المسيح ونشرب دمه ولم يقرأ ما قاله كلفن حرفياً في مكان أخر "أننا نرفض أمر الأستحالة." لكن سطيحة فكر سامح اللاهوتي في هذا الأمر ليس مبرراً لنقرأ قلبه ونتهمه بالخداع والمساومة والبحث عن الشهرة وأمور أخرى. هل يحب سامح موريس الكنيسة الأرثوذكسية؟ لا أشك. هل يحب سامح موريس الأرثوذكس؟ لا أشك. هل حلم سامح موريس بوحدة الكنيسة حلماً صادقاً مخلصاً؟ لا أشك. أين المشكلة إذن؟ المشكلة مرة ثانية تكمن في قراءة سامح موريس الغير متعمقة للتاريخ والواقع واللاهوت. ربما المشغوليات الكبيرة في الخدمة في كل مكان داخل وخارج مصر لا تساعد القس سامح أن يعطي وقتاً كافياً للدرس والتعمق اللاهوتي. المشكلة أن سامح يظن أن الإختلاف بين اللاهوت الإنجيلي والأرثوذكسي بسيط بحجم بساطة الأسلوب الذي ينادي به لتوحيد الكنيستين. والمشكلة أن سامح موريس، وأخرون، لا يدرك أن "الإستحالة" في التناول ليس هو جوهر الإختلاف، فعند الإنجيليين إثنين فقط من الأسرار في حين يعتقد الأرثوذكس في سبعة أسرار تؤسس جميعها علي الإعتقاد في "سر الكهنوت،" والذي من خلاله يمتلك الكاهن الأرثوذكسي السلطان الألهي المُسلم له عبر الرسل، والذي بواسطته يستطيع أن يصلي فيتحول الخبز لجسد حقيقي والخمر لدم حقيقي وماء المعمودية لقوة خلاصية وزيت الميرون لبركة فاعلة وأمور أخري كثيرة. في الوقت الذي يؤمن فيه الإنجيليون بما يُسمي "لاهوت جميع المؤمنين" والذي يجعل الخادم أو القسيس الإنجيلي كباقي الشعب حيث لا يملك أحدٌ أي قوة بل قوة الله تمتلك الجميع. رابعاً: ما يحزنني بالفعل هو ما تظهره المشاكل من معادن الناس وطبائعهم، خاصة الكثير ممن وثقنا يوماً بهم وصدقناهم، بل كان فكرهم لنا مرجعية لاهوتية وأخلاقية نلجأ لها دون تفكير أو مراجعة عندما تختلط الأوراق في أذهاننا. وسؤالي في هذا السياق لأحد هذه النماذج: د. جورج بباوي، هل حسبتها أنت صح؟ هل حسبتها صح عندما كان رأيك كالسهم المبري الذي لا يساوم ولا يهادن؟