انطلقت في العاصمة التونسية، فعاليات الدورة 61 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، بمشاركة دولية واسعة، والتي جاءت لبحث العديد من الأمور الصحية الطارئة التي تعاني منها دول المنطقة، لاسيما التي تعاني نزاعات كبرى. وقال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن المنظمة تتصدَّى في الوقت الراهن لخمسِ حالات طوارئ جسيمة من الدرجة الثالثة، وهو التصنيف الأعلى بين حالات الطوارئ، منها طارئتان تعصفان بإقليم شرق المتوسط، مضيفًا أن ما يجري أمر لم يشهده العالم من قبل، منذ الحرب العالمية الثانية، لنرى معاناة تلك الأعداد من الناس، مشيرًا إلى الأزمة الإنسانية في سوريا، والأزمة في العراق وأنهما تأتيان ضمن حالات الدرجة الثالثة، إضافة إلى الأوضاع الصحية في كل من ليبيا واليمن وقطاع غزة، مؤكدًا أن الحاجة ماسة، بوجه خاص، إلى تقوية قدرات الصحة العمومية على الكشف عن الأخطار الصحية المُستجدة، والحد من آثارها، والاستجابة لها. وأشاد الدكتور العلوان، بتطور الأوضاع الصحية في الجمهورية التونسية، التي انخرطت طيلة الأعوام الثلاثة السابقة في تغيير جاد في تناول إصلاح القطاع الصحي. وبدورها أكدت الدكتورة مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية خلال هذه الدورة التي وصفت بأنها دورة شديدة الخصوصية لانعقادها في ظروف صحية معقدة ، أن العالم يواجه أوقاتًا صعبة جراء الصراعات والعنف غير المبرر والكوارث الطبيعية والتي يصنعها الإنسان، علاوة على تغير المناخ والفشل المتزايد لمضادات الجراثيم، والتي تمثل بعضًا من التحديات التي يواجهها العالم. وأضافت المديرة العامة إلى القائمة، "ظهور حالات متناثرة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في إقليم شرق المتوسط، واستمرار حصد الأمراض غير السارية للأرواح بين صغار السن والتهديد المتواصل للأمراض السارية الجديدة والمنبعثة". وقد افتتح الدورة، الدكتور توفيق الجلاصي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في تونس، ممثلًا عن مهدي جمعة، رئيس وزراء تونس، الذي أكد أن ضمان الحق في الصحة لا يتحقق إلا بالعمل الجماعي لاسيما في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الإقليم حاليًا، وتحدث الدكتور محمد الصالح بن عمار، وزير الصحة في تونس الذي أكد حرص بلاده على تعميق التعاون مع منظمة الصحة العالمية وسائر البلدان الأعضاء. وقال بن عمار، "إن اشتراكنا في التعلّق بمبادئ منظمة الصحّة العالميّة يحتم علينا أن نضاعف اهتمامنا بالأوضاع الصحية المتردية لإخواننا الفلسطينيين، وخاصة منهم سكان قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، كما يحتم علينا أن نمد يد المساعدة إلى أشقائنا في كل من العراقوسوريا، لإعانتهم على تجاوز تداعيات الأوضاع الصعبة التي يمرون بها". وعلى جانب آخر، فقد عقدت منظمة الصحة العالمية على هامش أعمال الاجتماعات التقنية التي تسبق اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط، مؤتمرًا صحفيًا حول إيبولا، تحدث فيه كل من الدكتورة مرجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية والدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط. وقد أكد ممثلو الأممالمتحدة على أن إيبولا تمكن من الوصول إلى بلدان متقدمة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا على الرغم من وجود مستوى عال من الاستعداد في هذين البلدين، إلا أن حالات الايبولا تمكنت من الوصول اليها من خلال السفر. ولفت المسئولون في المنظمة إلى أن دول طلبت الدعم المباشر من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في تقييم ورفع درجة التأهب والاستعداد لأي حالات إصابة مشتبه بها، لا فتيت إلى أن المنظمة سترسل فريق خبراء إلى المغرب غدا، والى تونس في الايام القليلة المقبلة، سيقوم أعضاء هذا الفريق، بتقييم درجة جاهزية البلدين وتقديم المشورة.