اهتم كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة، بعدد من الموضوعات التي من بينها استضافة مصر بعد غد الأحد، مؤتمًرا دوليًا لبحث خطط إعمار قطاع غزة، بالإضافة إلى تناول مسألة الفساد في المحليات. فمن جانبه، قال الكاتب محمد عبد الهادي علام، في مقاله بصحيفة الأهرام "وماذا بعد" تحت عنوان (مؤتمر القاهرة .. أبعد من إعمار غزة)، أنه في ظل السحب السوداء التي تلف منطقة الشرق الأوسط اليوم، تأتي دائمًا بارقة الأمل من القاهرة التي تستضيف بعد غد الأحد، مؤتمرًا دوليًا، لبحث خطط إعمار قطاع غزة، في ظل تمثيل غير عادي للدول والمنظمات الدولية التي سارعت بالموافقة على عقد المؤتمر برعاية مصرية. وأكد أنه إيمانًا من المجتمع الدولي بأن مصر هي الدولة المحورية التي ما زالت رغم كل ما مرت به تشكل حجر الزاوية للقضية الفلسطينية التي احتضنتها مصر وقدمت في سبيلها زهرة شبابها ومواردها على مدى سبعة عقود من الزمن ، فسوف تستضيف القاهرة أكثر من 30 وزير خارجية و50 وفدا في حضور ممثلين عن العالم العربي ، من أجل تهيئة الأجواء لإعادة إعمار القطاع الذي قتلت إسرائيل بوحشية وبربرية أكثر من 2000 من مواطنيه ودمرت الجزء الأعظم من مقدراته في الحرب الأخيرة والتي عادت بالقطاع سنوات للوراء فاقمت من حجم معاناة الشعب الفلسطيني هناك. ورأى الكاتب أن مناسبة عقد المؤتمر في القاهرة تعد فرصة سانحة لعقد لقاءات حول مجمل التطورات في القضية الفلسطينية في إطار أوسع من إعمار القطاع فقط وذلك بجعل المؤتمر سبيلا لتهيئة المناخ السياسي المناسب للتوصل إلى حل إقامة الدولتين لإنهاء الصراع القائم ورغم المليارات المطلوبة لإعادة إعمار القطاع فإن الرؤية المصرية القائمة على تحسين البيئة الملائمة لإطلاق المفاوضات في سبيل ظهور الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ، هي مسألة محورية ينبغي أن تنصب عليها مواقف الدول والمنظمات الدولية حتى لا يجدوا أنفسهم قادمين إلى القاهرة مرات ومرات لمثل تلك المؤتمرات. وأختتم الكاتب مقاله بالقول "إن مؤتمر القاهرة وفقا لما تراه مصر ليس مجرد حدث إعلامى أو تجمع سياسى ليوم واحد يطرح كل طرف تعهداته وينفض البعض مسئوليته عما يجري ، ولكنه «مرتكز» مهم يفتح الباب لوضع إستراتيجية دولية تتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل أكثر أمانة وصدقا وجرأة من السابق بعد أن عاين العالم فى العدوان الأخير على قطاع غزة الأهوال التى يتكبدها الأبرياء من وراء السياسات الإسرائيلية ومن وراء الانقسام الفلسطيني الداخلي ، ولعل مصر اليوم هي أقدر من يقوم بدور الحارس الساهر على حماية القضية الفلسطينية من الانزواء بعيدا في الأجندة الدولية المتخمة بقضايا محاربة الإرهاب وصراعات الدول الكبرى التى عادت للواجهة من جديد على حساب قضايا إقليمية ملحة، وعلى رأسها قضية العرب المركزية، قضية فلسطين. من جانبه، قال الكاتب محمد بركات في مقاله "بدون تردد" بجريدة "الأخبار" تحت عنوان (المحليات .. والمحافظون 2/2) ، إنه على الرغم من الجهود النشطة والمضنية التي يبذلها رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ، ومن ورائه أعضاء الحكومة من الوزراء ، في تنفيذ المشروعات ومتابعة العمل في مواقع الإنتاج والخدمات علي الطبيعة ، إلا أن صور الإهمال وعدم الانضباط السائدة والمنتشرة في المحليات والمحافظات ، وبجوارها صور التسيب والفوضي والفساد التي تراكمت واستشرت طوال السنوات الماضية في ظل الإدارات المتعاقبة تكاد تعصف بجهد الحكومة وعملها المضني. وأكد الكاتب أنه لن تتغير الحال من واقع سيئ نرفضه ويرفضه كل المواطنين، إلى واقع حسن نريده ويتطلع إليه الجميع ، دون وضع حد نهائي لجميع صور الاهمال والفساد والمحسوبية السائدة في عمل الإدارات والمديريات بالمحافظات والمحليات ، وذلك لا يمكن أن يتحقق دون انضباط تام في العمل ، وتطبيق صارم وجاد للقانون والتزام واضح ومؤكد بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب علي الجميع دون استثناء ودون هوادة. وأختتم بركات مقاله بالقول إن أول من يجب تطبيق القانون عليه ، وأخذه بمبدأ الثواب والعقاب هم السادة المديرون ورؤساء الإدارات ومن قبلهم بالطبع السيد المحافظ ، الذي هو رب البيت فإذا صلح فمن الطبيعي أن يكون كل التالين له من الصالحين، أما إذا كان مهملا أو فاسدا، فقل علي الدنيا السلام، ولا أمل في أي تغيير إلي الأفضل، وذلك له طريق واحد لا غير ، وهو أن يكون العمل والانجاز، ونظافة اليد، وسلامة القصد، وحكمة العقل، والكفاءة والرؤية الصائبة، هي العوامل التي يتم القياس عليها وليس أي شيء آخر، بالنسبة للمحافظين وجميع مديري الإدارات. من جهته، قال الدكتور عمار علي حسن في مقاله بعنوان (بعض أسباب تصنع الإرهاب) ، إنه من التبسيط المخل أو التفكير المتعجل أن نعزى الإرهاب إلى سبب واحد ، فوراء كل إرهابي قصة ، قد يشارك آخرين من أمثاله فيها ، وبعضهم هو صنيعة عدة قصص متداخلة ، وهناك من الأسوياء أو المتعدلين أو الذي يرمون العيش في سلام من مروا بقصص شبيهة بل متطابقة لكنهم سلموا من الوقوع في براثن التطرف الديني المؤدي إلى الإرهاب. وتمتد هذه الأسباب لتصل إلى «الصدمة الحضارية» و«التدين المغلوط» و«سذاجة العقل والقلب» لكن أكثرها بروزا وقابلية للقياس هى تلك المتعلقة بالسياق العام أو السمات الشخصية للفرد . وأوضح أن حالتي الخلل الفكري والعوار النفسي قد تقودان أي شخص نحو الإنزلاق إلى الإرهاب ، لافتا إلى أن هناك من يقف عند حد اعتناق تصور فكري جامد والسقوط في وضع نفسي متطرف ، مشيرا إلى أن ما يساعد على استمرار هذا الخلل الفكري أو تأخر علاجه هو تردي التعليم وتركيزه على الحفظ والترديد والتكرار ، وليس النقد والإبداع ، إذ إن من يتعلم النقد بوسعه أن يمرر كل ما يقرأ على عقله ، فيميز الخبيث من الطيب ، والغث من السمين، والمعقول من اللامعقول ، ومن ثم يمتلك حصانة ضد الفكر المتطرف. وأختتم الكاتب مقاله بالقول إنه من هنا تأتي مسؤولية نظم التعليم والثقافة ومؤسسات إنتاج الخطاب الديني عن مكافحة التطرف والإرهاب ، الذي يجب النظر إليه باعتباره «مسألة فكرية» قبل أن يكون «مسألة أمنية». وفي مقال بعنوان " الشباب والإعلام والبرلمان ثلاثية المخاطر" بجريدة الأهرام أكد الكاتب فاروق جويدة أن هناك ثلاث قضايا مهمة وشائكة تتصدر المشهد أمام مؤسسات الدولة المصرية فى الظروف الحالية، وأهمية هذه القضايا تأتي من فرضها لنفسها على كل صاحب فكر أو سلطة قرار، وبجانب هذا فإنها بحكم الأهمية والتأثير سيكون لها دور كبير فى تحديد صورة المستقبل ليس القريب والبعيد. وقال إن في مقدمة هذه القضايا موقف الدولة المصرية من الشباب خاصة ونحن نتحدث عن 60 مليون مواطن تتراوح أعمارهم ما بين العشرينيات والأربعينيات، والثانية قضية الإعلام المصرى، وقد انفلت زمامه وغابت ثوابته وأصبح لا يفرق بين الظواهر والمواقف والأشياء، فيتحدث عن الحريات ويمارس كل ألوان التسلط ولا يفرق بين صراع الأفكار وصراع المصالح وقبل هذا كله هو لا يعبأ كثيرا بقضايا الشفافية والأخلاق، أما الثالثة فهى البرلمان المصرى القادم وفي ظل دستور منحه سلطات تتجاوز سلطات رئيس الدولة والحكومة فلابد أن تتوافر الضمانات الكافية لانتخابات نزيهة ومحاولات جادة حتى لا نجد أنفسنا أمام كارثة اخرى نصنعها بأيدينا حيث لن يفيد الندم. وأضاف أن قضية الشباب واحدة من أخطر قضايا مصر فقد تعرض لإهمال جسيم طوال السنوات الماضية وبدأ رحلته مع المتاعب والأزمات فى قاعات الدرس أمام نظم تعليمية متخلفة دفعت بالملايين من الشباب إلى الحياة دون توافر العناصر الأساسية والضرورية فى تكوين وتشكيل إنسان يتناسب مع روح العصر الذى نعيش فيه، على جانب آخر كان إهمال الدولة لأجيال الشباب واضحا لسنوات طويلة بدأ بالتعليم مروراً على طوابير البطالة وانتهاء بفراغ سياسى سحيق اجتاح الشارع المصرى عشرات السنين دون أن يجد الشباب فرصا متاحة فى العمل أو التفوق أو الإنتاج. وتابع الكاتب " لقد وقف الشباب متفرجا فى كل ما شهدته مصر من الأحداث وكانت النتيجة هذا الانفجار الدامى الذى انطلق فى ثورة يناير واجتاح منظومة الفساد واسقط نظاما ظل جاسما على صدر مصر ثلاثين عاما، وضاعت فرصة يناير على الشباب حين سقطت الثورة فى يد الاخوان المسلمين وخرج الشباب دون أن يحقق شيئا من أحلامه التى قامت من اجلها الثورة بل أنه بكل تجمعاته دخل فى صراعات وتقسيمات أيدلوجية ودينية وسياسية لا تتناسب أبدا مع حلم كبير صنعه يوما بثورته" . وأشار الكاتب إلى أن الشباب واجه ظروفا صعبة فى تجربته مع الأخوان حتى كانت ثورة يونيه واستطاع الشباب أن يؤكد وجوده من خلالها مرة أخرى بالملايين، وبدأ الشباب رحلة أخرى مع أحلامه وما زال ينتظر حتى الآن فرصا فى العمل واهتماما أكبر بقضاياه ومشاكله وإيمانا حقيقيا بدوره فى صياغة مستقبل هذا الوطن. ورأى الكاتب أن قضايا الشباب مازالت بعيدة عن اهتمام الدولة وربما كان ذلك هو السبب الرئيسى فى ابتعاد إعداد كبيرة من الشباب عن الأنشطة العامة وهذا الكمون يمثل خطرا حقيقيا أمام مشاكل لا تحل وأمام أزمات لم تجد من يواجهها. وأكد الكاتب أن قضية الإعلام لها أولوية خاصة لأنها تمثل خطرا حقيقيا أمام حالة الفوضى والانفلات فى هذا القطاع الخطير، حيث ضاع الهدف وأصبح من الصعب أن تجد هدفا واضحا للإعلام المصرى غير الفوضى والانفلات والإسفاف إذا تطلب الأمر ذلك. وقال الكاتب إن من الصعب على الدولة المصرية الآن أن ترصد مصادر تمويل الإعلام المصرى بما فى ذلك الصحف والفضائيات وخدمات الانترنت وتشكلت شبكة قوية من أصحاب المصالح والشركاء فى هذه المهمة الخطيرة . وأوضح أن فوضى الإعلام سمحت بدخول أسماء غريبة لا علاقة لها بهذه الرسالة المقدسة فوجدنا بقايا فلول النظام السابق ومندوبى الأمن وكتاب التقارير يتصدرون الشاشات ويعبثون كما شاءوا بعقول الناس، وسقط العقل المصرى فريسة سهلة لمجموعة من رجال الأعمال الذين وجدوا ضالتهم فى مساحات واسعة من الفضاء الإعلامى يمارسون فيه كل الوان العبث والتضليل. وأضاف أن القضية الآن أن الجميع يتحدث عن الحريات ويطلبون الحماية لاجهزة الإعلام لكى تؤدى دورها فى خدمة قضايا الحرية والديمقراطية وينسى هؤلاء أن إشعال الفتن وتقسيم الوطن والعبث فى عقول الناس لا يدخل فى نطاق الحريات لان الحرية غير المسئولة نوع من أنواع الدمار الفكرى والسلوكى والاخلاقى . ولفت جويدة إلى أن الشعب حائر أمام إعلامه المتسيب، والدولة عاجزة أن تتخذ موقفا مع عمليات التمويل المشبوهة والفوضى التى يتسم بها الاداء الإعلامى، والمسئولين الآن يترددون كثيرا فى حسم قضية الإعلام وتوضيح مواقفه بما يخدم مصالح الوطن، مشيرا إلى أن فوضى الإعلام التى تعيشها مصر الآن تهدد أي انجازات يمكن أن يحققها هذا الشعب . ورأى أن أخطر ما في القضية الثالثة وهى الانتخابات البرلمانية القادمة أنها تدور حول جوانب كثيرة غامضة ، فلا أحد يعلم ماذا بقى للإخوان المسلمين من قواعد فى الشارع المصرى وهل اجهضت ثورة يونيه ما بقى لهم من مصادر القوة والتأثير، وهو ما يمثل لغزا خطيرا فى هذه الانتخابات وربما حمل مفاجأة غير متوقعة، وعلى الجانب الآخر فإن القوى الاسلامية الاخرى تحيط مواقفها بغموض شديد هل فعلا تحللت من التزاماتها القديمة مع الاخوان أم ان ذيول الماضى ما زالت حتى الآن. وقال الكاتب " يضاف لذلك أن فلول الحزب الوطنى قد كشفت عن نواياها بل أنها الآن تعمل على السطح وكأن الثورات ما قامت ولا الرؤساء عزلوا ولا الحزب لقى مصيره، فلديهم الفضائيات ولديهم الصحف ولديهم الأموال وقبل هذا كله لديهم تاريخ طويل فى التحايل وترتيب الاشياء فى المعارك الانتخابية التى اعتادوا عليها تزويرا وتحايلا ". وأضاف جويدة أن هذه الصورة المرتبكة يقف أمامها فراغ سياسى رهيب ما بين نخبة سياسية عاجزة وشباب لا يجد فرصته ولا يجد من يقف معه وحالة تشرذم بين القوى السياسية الحزبية والفكرية، وهذه الشواهد جميعها لا تجعل الإنسان مطمئنا لما يمكن أن تكون عليه الانتخابات البرلمانية القادمة. وخلص الكاتب إلى أن أمام الشعب والدولة والحكومة ثلاث قضايا شائكة تحتاج إلى حلول ومواجهات سريعة لانها تحمل من المخاطر أكثر من كل توقعاتنا لانها تمس أمن هذا الوطن واستقراره، وأن هذه القضايا تحتاج إلى وقفة حكيمة نراجع فيها أنفسنا بحيث ننظر إلى شبابنا ونسمع منه ماذا يريد ونفتح له أبواب الأمل فى المستقبل وهذا الشباب حين يرى مواكب الفساد تتراجع وأبواب الفرص تنفتح ويشاهد نماذج من القدوة تنير له الطريق سوف يتغير كثيرا ويقدم على الحياة، وإذا كانت الدولة بكل جبروتها غير قادرة على تعديل بوصلة الإعلام فإن القادم أسوأ، وفى ظل شباب غائب وإعلام مرتبك وشارع يعانى فراغا سياسيا وفكريا رهيبا لنا أن نتصور صورة البرلمان القادم.