في البداية، اعلمي أنّ خوفك من الظّلام يعود إلى سنيّ الطفولة، إذ يفسّر علماء النّفس أنّ رهاب الظلام يتكوّن في سنين الطفولة وتحديدًا قبل سنّ السابعة، ويقترن هذا الخوف بحادثة مرعبة جرت في الظلام الدامس. وقد يكون سبب هذا الخوف أن أحدًا أخاف الطّفل في مكان غير مضاء، أو استيقظ الولد بعد كابوس ليجد نفسه في الظلام. فإذا تعرّضت لهكذا حادثة في طفولتك، سيتنامى هذا الخوف ليرافقك حتّى رشدك وسنّك المتقدّم. وتتمثّل عوارض هذا النّوع من الرهاب وهي مشابهة لأنواع الرهاب الاخرى بشعور بضيق التنفس وتصبب العرق، الرعشة، ارتفاع في نمط طرقات ضربات القلب، برودة في الأطراف،الشعور بالدوار الشديد، الخوف من النّوم بمفردك أو التنقّل في المنزل من دون اضاءة، تخيّل أشباح، سماع أصوات غريبة. وإذا كنت تنوين التخلّص من هذه المشكلة نظرًا لما تسببه لك من قلق نفسيّ، أو لما يسببه لك من احراج، نطمئنك أنّ العلاجات ممكنة ويمكنك تطبيقها بنفسك ولكن بقليل من الارادة. وهذا النّوع من العلاج يسمّى العلاج السلوكي، ويتمثّل بتخطي المشكلة عبر تحدّيها. وهنا يكون بإطفاء الأنوار لتتأكّدي بنفسك أن سبب خوفك غير موجود (أجسام غريبة، أصوات مخيفة)، ولكن إذ لم تملكي الجرأة لفعل هذا الأمر دفعة واحدة يمكنك تخطي مخاوفك على مراحل. مثلًا في المرحلة الأولى سيري لمسافة صغيرة من دون أضواء، تكلّمي مع نفسك أو غنّي، فستتخطّين خوفك شيئًا فشيء. من جهة أخرى، تعلّمي واحدًا من الفنون القتالية( يمكنك تعلّمه على الإنترنت، أو على CD's) لتكتسبي نوعًا من الثقة أنك ستتمكّنين من حماية نفسك أمام خطر داهم، ولا تنسي صديقتي أنّ الله عزّ وجلّ يراك في الظلام، ويحميك في كلّ آن!