ناقش خبراء أمنيون بارزون الحلول المطروحة لمواجهة المشكلات البحرية المزمنة في منطقة خليج غينيا، أملا في الحد من التداعيات المتفاقمة التي خلفتها تهديدات القرصنة والهجمات الإرهابية التي تشهدها المنطقة .. وفي مؤتمر دولي استضافته العاصمة الكاميرونية ياوندي في أعقاب الاحتفال بتوقيع اتفاقية المقر للمركز الإقليمي للتنسيق من أجل الأمن والسلم البحريين في منطقة خليج غينيا ICC . وناقش أكاديميون ومسؤولون سياسيون وباحثون وعسكريون وخبراء في مجالات الأمن البحري سبل احتواء أنشطة القرصنة البحرية والإرهاب .. كما بحث المشاركون مدى فعالية التدابير الأمنية المطبقة في منطقة خليج غينيا والسعي إلى قياس التحولات المرتقبة في أنشطة القرصنة البحرية والهجمات الإرهابية مع بروز دور المركز الإقليمي ICC. وقد عبر سفير البرازيل لدى الكاميرون، ناي فوترو بيتينكورت، عزم بلاده المشاركة بخبراتها الأمنية البحرية وتجربتها في هذا الصدد لمواجهة التهديدات في قارة أميركا الجنوبية بالتعاون مع بلدان المنطقة هناك ، ولفت إلى أن من مصلحة بلاده الحفاظ على استقرار وأمن خليج غينيا والوصول به إلى مستويات أمان أكثر في ضوء أهميته باعتباره ممراً مهما لتجارة البرازيل عبر المحيط الأطلنطي . ومن جهتها .. حذرت المندوبة الخاصة لمحاربة القرصنة في وزارة الخارجية الفرنسية وممثلة للشركاء الغربيين، فيرونيكا روجر لوكان، من استمرار التهديدات في منطقة خليج غينيا نظراً لأن الإرهابيين يبدلون من استراتيجيتهم بصورة متواصلة أيضاً. وأبدت فيرونيكا أسفها من أنه بالرغم من التعاون القائم بين القوات البحرية وحرس الشواطيء في منطقة خليج غينيا لمواجهة الإرهاب والتهديدات المحتملة، فإن هناك قليلاً من التنسيق بين السلطات التشريعية بسبب غياب التشريعات البحرية الشاملة، متابعة القول بإنه في ضوء ذلك فقد أصبحت مهمة ردع الجرائم البحرية المرتكبة في البحار أصبحت صعبة المنال. أما الممثلة المقيمة لصندوق فريدريش إيبرت الالمانى في الكاميرون، سوزان ستوليرايتر، فقد دعت من جانبها إلى علاج فوري وشامل للمشكلة التي تنطوي على جوانب اجتماعية واقتصادية، مينة أن مؤسستها قامت بنشر العديد من الكتب لزيادة الوعي بتلك المشكلة في المنطقة. ورأى رئيس هيئة الأركان البحرية في الكاميرون الأميرال جين ميندوا- الذي ترأس لجنة المتابعة الخاصة بإطلاق قرار ياوندي في قمة الأمن البحري لرؤساء الدول التي عقدت في يونيو 2013- أن الاحتفال باطلاق المركز الإقليمي للتنسيق من أجل الأمن والسلم البحريين في منطقة خليج غينيا ICC يعد خطوة جوهرية على الطريق لمواجهة القرصنة والإرهاب في المنطقة . وأوضح أن تأمين خليج غينيا ضد الهجمات التي يشنها قراصنة وإرهابيون يبقى هو التحدي الأهم للدول الأعضاء في التجمع الاقتصادي لبلدان غرب آسيا (إيكواس)، والتجمع الاقتصادي بلدان وسط أفريقيا (إيكاس)، بالإضافة إلى مجلس البلدان المطلة على خليج غينيا (جي سي سي) الذي يضم كل من نيجيريا وتوجو وغانا وساحل العاج. كانت هجمات القرصنة البحرية قد تصاعدت بصورة كبيرة في منطقة خليج غينيا خلال السنوات الأخيرة، وأفاد المكتب الدولي للملاحة البحرية، بأن هجمات القراصنة قبالة ساحل نيجيريا قفزت في عام 2013 بمعدل الثلث. ويعتقد الآن أن مياه نيجيريا باتت الأخطر في العالم، وذلك مع تسجيل 30 هجوماً على السفن خلال عام واحد. وعادة ما تستهدف السفن في أعالي البحار، وهي قادمة من منطقة دلتا النيجر في جنوبنيجيريا. وأشار المكتب الدولي للملاحة البحرية إلى أن خليج غينيا شهد 966 هجوماً للقراصنة عام 2012 استهدف الجانب الأكبر منها ناقلات نفط بقصد الاستيلاء على حمولتها، وبيعها في السوق السوداء.