تحتفل، غدا السبت، المنظمة العربية للتنمية الزراعية والوزارات المعنية بالزراعة والثروة السمكية في الوطن العربي بيوم الزراعة العربي لعام 2014م، وذلك تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للمنظمة رقم (32 ) الصادر خلال دورة انعقادها رقم (25) والذى قرر تخصيص يوم السابع والعشرين من سبتمبر من كل عام، ليكون يوما عربياً للزراعة. ويصادف ذلك اليوم الذكرى السنوية لمباشرة المنظمة العربية للتنمية الزراعية لعملها من مقرها في الخرطوم في نفس ذلك اليوم من عام 1972م. وقال الدكتور طارق بن موسى الزدجالي، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية: إن الاحتفال بيوم الزراعة العربي يجيء هذا العام وقد شهدت الزراعة العربية نمواً مقدرا، حيث بلغت قيمة الناتج المحلي للزراعة العربية في عام 2012م نحو (139.1) مليار دولار، أي ما يعادل (4.5%) من الناتج المحلي الإجمالي العربي، كما استقرت قيمة الفجوة الغذائية العربية عند نحو (35.62 ) مليار دولار بعد أن كانت قد ارتفعت إلى نحو ( 43.1) مليار دولار أمريكي في عام 2008م. ونبه المدير العام إلى أهمية ذلك الانخفاض كونه قد تم برغم الظروف المناخية غير المواتية والزيادة المطردة في عدد السكان. وعزا ذلك إلى الجهود التنموية الكبيرة التي بذلتها الدول العربية في إطار إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين (2005-2025) والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي. وأوضح أن المنظمة قد درجت على تحديد موضوع زراعي رئيس تدور حوله فعاليات وأنشطة الاحتفال بيوم الزراعة العربي ، وانه قد تم اختيار الموضوع الرئيسي ليوم الزراعة العربي لهذا العام 2014م ليكون: " مخزون إستراتيجي عربي للأغذية لمواجهة أزمات الغذاء العالمية"، موضحا بأن هذا الاختيار قد جاء في إطار الاهتمام المتعاظم الذي توليه المنظمة لقضية الأمن الغذائي العربي باعتباره مرادفاً للأمن الوطني والقومي ، بعد أن أصبح وجود هذه المخزونات أمرا حيويا وملحا بسبب الأزمات الغذائية المتكررة التي شهدها العالم خلال العقود الخمسة الماضية والتي كانت أخرها أزمة الغذاء العالمية لعام 2008م التي نجمت عن نقص المعروض من السلع الغذائية الأساسية مما أدى إلى ارتفاعٍ حادٍ في أسعارها وتزامن ذلك مع انخفاض في المخزونات وانخفاض الإنتاج العالمي للحبوب بسبب الظروف الطبيعية غير الملائمة و التغير المناخي وموجات الجفاف والصقيع التي ضربت أجزاء كثيرة من العالم خلال العامين السابقين للازمة ما تسبب في إتلاف مقادير كبيرة من الحبوب في دول مثل أستراليا والصين والأرجنتين والهند. وأضاف أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تتبنى، في إطار دورها القومي وسعيها الدءوب لتعزيز التكامل العربي في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، دعوة الدول العربية لتكثيف جهودها لبناء مخزون إستراتيجي عربي للغذاء من شأنه حماية الوطن العربي من الأنواء المناخية والأزمات العالمية ذات العلاقة، وذلك في إطار البرنامج الطارئ للأمن الغذائي. وأوضح أن احتفال المنظمة بيوم الزراعة العربي لهذا العام قد اتخذ منحى مغايراً لما كان عليه في السابق ، حيث تقرر أن يعم الاحتفال شهر سبتمبر. مشيراً إلى أن المنظمة قد كثفت من برامجها خلال هذا الشهر احتفاء بهذه المناسبة التاريخية ، فنفذت العديد من الأنشطة والفعاليات، حيث قامت بتسليم (10) جمعيات نسوية في ولاية القضارف بجمهورية السودان بآليات ومعدات وذلك في إطار البرنامج الفرعي للتخفيف من معدلات الفقر في الريف العربي. كما قامت بتنفيذ دورتين قوميتين للكوادر العربية على مستوى المدربين في كل من مجال تصميم مشاريع حصاد المياه و مجال تربية الأحياء المائية البحرية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الدورات القطرية في بعض الدول العربية في مجالات التخطيط الإستراتيجي واتخاذ القرار وإدارة الجمعيات التعاونية الزراعية وبحوث التربة والرعاية البيطرية والإحصاءات الزراعية، وكذلك تنفيذ دورة تدريبية حول الاستزراع السمكي لصالح (22) من الكوادر الفنية الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية بالقاهرة خلال الفترة 6-25/9/2014م بالتعاون مع المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والإنتهاء من إنشاء سد حمود بالمملكة الأردنية الهاشمية. وأشار إلى أن برنامج الاحتفال الرسمي بيوم الزراعي العربي، الذي سيعقد بمقر المنظمة بالخرطوم في صبيحة يوم السبت الموافق السابع والعشرين من سبتمبر 2014م سيكون تحت رعاية المهندس ابراهيم محمود حامد – وزير الزراعة والري في جمهورية السودان ، بحضور سعادة عميد السلك الدبلوماسي العربي وأصحاب السعادة السفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية السودان إلى جانب أصحاب المعالي والسعادة كبار المسئولين بجمهورية السودان، وكذلك حضور مشاركين من وزارات الزراعة والتجارة والاقتصاد من تسع دول عربية ، وسوف يتضمن البرنامج كلمة لمدير عام المنظمة وكلمة لراعي الحفل وكلمة لعميد السلك الدبلوماسي العربي بالخرطوم. وسيعقب ذلك تدشين اللقاء القومي حول بناء المخزون الإستراتيجي العربي من السلع الغذائية الذي سيتواصل خلال يومي 27 و 28/9/2014م، ويشارك فيه عدد من المسئولين والخبراء العرب في مجال المخزونات الغذائية ، الذين سيقدمون ويناقشون عددا من الأوراق المحورية والقطرية التي تشخص الموضوع وتستعرض تجارب الدول العربية في بناء المخزونات الغذائية، بما يمكن المشاركين من الوقوف على مستوى المخزونات العربية وتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التقانات المستخدمة في القطاع والاستفادة من النجاحات ومعالجة السلبيات ، والتفاكر حول بناء نظام عربي لمخزون إستراتيجي من السلع الغذائية كتدبير احترازي مكمل لتدابير الأمن الغذائي العربي، ثم الخروج بتوصيات عملية بهذا الشأن. وتختتم الاحتفالات يوم 29 سبتمبر الحالى بعقد لقاء عربي حول المناطق الاقتصادية الخاصة الزراعية، يشارك فيه عدد من المسئولين والخبراء العرب لتبادل الرأي حول مفاهيم و إجراءات وقوانين و تشريعات وفوائد هذه المناطق ونماذج من التجارب الناجحة للمناطق الحرة في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم.