أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، أن فريضة الحج تعلمنا الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية فى أسمى معانيها، حيث لا إشارات ولا رموز ولا نياشين ولا فرق بين رئيس ومرؤوس ولا وزير وخفير، ولا أبيض أو أسود، ولا بين عربى وأعجمى ولا بين غنى وفقير، ولا فرق فيه بين سني وشيعي ولا حنفي وشافعي، لأن الشعار الأصيل فى هذه المناسبة العظيمة "هو سماكم المسلمين". وأضاف زراع في خطبة الجمعة الموحدة اليوم بعنوان "الحج ووحدة الأمة"، أن العصبية والمذهبية والطائفية فرقتنا ولم ننتبه لتحذير النبى صلى الله عليه وسلم قبل أن يغادر الدنيا "لاترجعوا بعدى كفار يضرب بعضكم رقاب بعض"، هذا هو الكفر أن يضرب المسلمون رقاب بعض، لم ننتبه لتحذير القرآن " ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم". وأضاف إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، أن الحج درس للأمة فى هذا الوقت العصيب من تاريخها لأنها مهددة بالانقراض، ليس بسبب أعدائها ولكن لأن حروب الجاهلية الأهلية عادت مرة أخرى فى العصر الحديث، عادت حرب داحس والغبراء وعادت حرب البسوس فى القرن الجديد، حتى أصبحت الأمة بأسها بينها شديد، وتأتى فريضة الحج فى هذا العام والأمة من سيء إلى أسوأ، والعداء المذهبى يشتعل كالنار تحت الرماد، والتعصب للجنس على أشده والفتن الطائفية خطيرة والعلاقات بين المسلمين في أسوأ ما تمر به الأمة عبر تاريخها. وأشار زراع إلى أن الحج يأتى وقد عاد الخوارج مرة أخرى في ثوب جديد، من دواعش وقاعدة وأنصار بيت المقدس وتكفيريين ومن كل فج عميق ليشوهوا الإسلام بجرائم يتبرأ منها كل مسلم لديه "ألف باء إنسانية"، لقد قتلوا المسلمين الموحدين ويتموا الأطفال ورملوا النساء واغتصبوا وحرقوا ومثلوا بالجثث والله ورسوله والبشرية بريئة من أعمالهم الهمجية تلك. وتساءل إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، قائلا: "هل تستفيد الأمة وتأخذ دروسا من فريضة الحج قبل فوات الأوان، وتعلم أن الوحدة فى فريضة الحج لاتخفى على أحد، فالإسلام بلا مذاهب ولا فرق ولا جماعات، بل هو ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قوامه "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا". وأكد أنه لا وقت للهزل ولا وقت للفتن ولا وقت لعدم الاعتبار مما يحدث، الأمة فى مرحلة خطيرة إما أن يعلو صوت العقل والحكمة والوحدة وجمع الشمل، وإما أن ينتصر الظلاميون العدوانيون، والله أعلم بالمصير، فالأمة إلهها واحد وربها واحد ورسولها واحد وقبلتها واحدة ولغتها واحدة، ومع ذلك تأكل بعضها بعضا، والامم التى تختلف فى العقائد والجذور واللغة وبعد أن قتلوا بعضهم فى حربين عالميتين راح ضحيتها الملايين هم الآن أمة واحدة وسوق أوربية مشتركة وعملة واحدة وتأشيرة واحدة، أفلا نعتبر ونأخذ درسا قبل فوات الأوان؟!