تعتبر اللهاية أو ما يُعرف بالمصّاصة، من المهدّئات الطبيعية لأي طفل، إذ تلجأ الأم إلى إعطاء طفلها هذا المهدئ إن بكى أو لجعله يسترخي وينام، لكن مع الأيام تصبح هذه العادة ملازمة لطفلك فهي حبّه المستحيل، فيتعلّق بها لمرحلة مهمة من نموّه، ليضطر إلى التخلي عنها لاحقًا، وكأيّ عادة يصعب على الطفل التخلّي عنها بين ليلة وضحاها، لذا لا بدّ لكِ أن تعتمدي إستراتيجية محدّدة لانتزاع هذه العادة كليًا من يوميات طفلكِ. وقد تعتمدين طرقًا عديدة بما فيها الديبلوماسية وهي الطريقة الأمثل في التعامل مع الأطفال، وتجنّبي إخفاء اللهاية فجأةً بل حضّريه نفسيًا من خلال التحدث اليه بصراحة، واقنعيه بضرورة التخلي عنها لأنه أصبح كبيرًا وقادرًا على ذلك، واسمحي له في الفترة الأولى باستعمالها في غرفة النوم فقط. وحدّدي له مهلة ثلاثة أيام لإتمام المهمة، واعمدي على تحفيزه وإلهائه عنها باللعب مثلًا في الحديقة، أو اللعب مع الأطفال الذين لا يستعملون اللهاية، إذ إنّ الأطفال يميلون إلى التمثّل بالآخرين. ثمّ في اليوم الثاني قصّي حلمة اللهاية بعيدًا عن نظره واشرحي له أن الحلمة تضرّرت ولن يستطيع مصّها بعد اليوم لأنها أصبحت غير آمنة، وإن بكى لا تهرعي لشراء مصّاصة جديدة، بل شتّتي انتباهه واجعلي الالعاب بديلًا عن اللهاية. أما في اليوم الثالث والأخير، فحضّري له يومًا حافلًا بالنشاطات كي لا يتسنّى له المجال للمطالبة باللهاية.