بينما كان العالم يركز على الحملة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة على معاقل الدولة الإسلامية في سوريا قال مسئولون أمريكيون إنهم وجهوا أيضا ضربة الى مجموعة غير معروفة على نطاق واسع من متشددي القاعدة الذين يشكلون تهديدا وشيكا على الغرب. ووجهت واشنطن ضربات جوية في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء إلى جماعة تسمى خراسان وهي غير معروفة لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين لم ينطقوا اسمها إلا نادرا في المناسبات العامة وكان الهدف من الضربات هو إحباط مخطط ضد أهداف أمريكية وأوروبية قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنه "اقترب من مرحلة التنفيذ". وربما كان هدف أمريكا أيضا الوصول إلى زعيم الخلية محسن الفضلي الكويتي المولد وهو عضو سابق معروف من الدائرة المقربة من زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. ورغم أن إسلاميين نعوا الفضلي على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتأكد أنه كان بين عشرات قتلوا خلال القصف الجوي لشمال غرب سوريا. وجاءت الضربات الجوية بعد عمليات استخبارات مطولة عن خراسان التي يصفها مسؤولون أمريكيون بأنها "شبكة" من مقاتلين متمرسين للقاعدة اكتسبوا خبرة من القتال في باكستانوأفغانستان معظم الوقت ويعملون الآن بالتحالف مع جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا. وقال مسئولون أمريكون إن مقاتلي القاعدة المخضرمين استغلوا الفوضى الحادثة في الحرب الأهلية في سوريا ليحاولوا تصنيع قنابل يصعب رصدها وتجنيد متشددين أجانب يحملون جوازات سفر غربية حتى يعودوا الى بلادهم في نهاية المطاف وينفذوا هجمات هناك. أما الدولة الإسلامية التي كانت تابعة للقاعدة وانشقت عليها وازدادت قوة خلال الحرب الأهلية السورية فقد مضت في حملتها الوحشية لإقامة الخلافة الإسلامية واتخذت مناطق من سوريا والعراق معقلا لها لكن واشنطن لا ترى فيها تهديدا وشيكا خارج منطقة الشرق الأوسط. ويقول مسئولون أمريكيون إن مجموعة خراسان الصغيرة هي التي وضعت لنفسها هدف التخطيط للقيام بتفجيرات في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال مسئول أمريكي كبير "انهم مقاتلون قدامى من القاعدة أقاموا لأنفسهم ملاذا آمنا في سوريا لتطوير والتخطيط لهجمات خارجية الى جانب تصنيع واختبار أجهزة تفجير بدائية الصنع وتجنيد الغربيين ليقوموا بعمليات في الخارج." وذكر المسئول أن المخاوف من مثل هذه المؤامرات هي التي دفعت السلطات الامريكية إلى تشديد عمليات الرقابة على الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة في يوليو تموز الماضي. وطلبت السلطات من شركات الطيران تطبيق اجراءات أمنية مشددة على الهواتف المحمولة للركاب وتفتيش أحذيتهم خوفا من استخدامها لاخفاء متفجرات. * ضربات جوية فعالة بعد الضربات الجوية التي نفذت يوم الثلاثاء قال البنتاجون إنه يقيم حجم الضرر الذي لحق بخراسان لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا قال إن القصف كان "فعالا بدرجة كبيرة". وقال متشددون اسلاميون على وسائل التواصل الاجتماعي إن هناك تقارير غير مؤكدة عن مقتل الفضلي (33 عاما) وكتبوا ينعونه. لكن المسؤول الامريكي قال "ليس لدينا معلومات عن هذا الهدف القيادي." وجاء في مذكرة للخارجية الامريكية عام 2012 أن الفضلي الذي رصدت الوزارة مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن مكانه كان من ممولي القاعدة وكان مقربا من بن لادن وانه كان من بين قلة عرفوا مسبقا بهجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001. لكن المسئولين الأمريكيين لم يقدموا الكثير من التفاصيل عن الجماعة غير قولهم إنها كانت تخطط "لهجوم وشيك". ورفضوا الافصاح عن توقيت الهجوم. ولم تعترف السلطات الامريكية بوجود هذه المجموعة علنا الا يوم الخميس حين قال مدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر في مؤتمر لوكالات المخابرات إن خراسان قد تشكل خطرا على الولاياتالمتحدة بحجم الدولة الاسلامية. ولا يرى بعض الإسلاميين الذين تحدثت معهم رويترز في سوريا أن خراسان مجموعة منفصلة وهو يعتبرون أعضاءها جزءا من جبهة النصرة وهي من الجماعات الرئيسية التي تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. واسم الجماعة مأخوذ عن منطقة تضم أجزاء من باكستانوأفغانستان يعتقد أن المجلس الرئيسي للقاعدة مختبئ فيها. وقال مصدر إسلامي في سوريا لرويترز "لسنا متأكدين عن أي جماعة يتحدثون. إنهم على الأرجح يفرقون بين قادة خراسان وقادة آخرين لكن هذا مجرد مصطلح غربي. لكن بالنسبة لنا كل هذا كلام أجوف." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية إن 50 مقاتلا على الأقل وثمانية مدنيين قتلوا في قصف جوي لمحافظتي حلب وإدلب في شمال سوريا يوم الثلاثاء. وقال مسئولون أمريكيون إن هذه الهجمات استهدفت جماعة خراسان لكن مصادر سورية قالت إن القصف كان على مواقع جبهة النصرة. وذكر المرصد السوري أن معظم مقاتلي جبهة النصرة الذين قتلوا كانوا أجانب. ويصر المسئولون الأمريكيون على أنه على الرغم من أن خراسان عملت مع جبهة النصرة في بعض الانشطة إلا ان المجموعة الصغيرة مرتبطة بشبكة القاعدة الرئيسية التي يتزعمها أيمن الظواهري الذي خلف بن لادن في زعامة التنظيم وانها لا تقاتل ضد الأسد. وقال بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي للرئيس الامريكي باراك اوباما "مجموعة خراسان...تضم اعضاء نشطين من قلب القاعدة من أفغانستانوباكستان جاءوا إلى سوريا." وأضاف للصحفيين "نحن نراقب منذ شهور تطور مؤامرة ضد الولاياتالمتحدة أو أهداف غربية منبعها سوريا".