أثار قيام قناة "القاهرة والناس" بوقف عرض برنامج "الراقصة"، مؤقتا، حدادا على أرواح شهداء مجزرة رفح الثالثة، وعودة بثه في وقت آخر، حالة من التساؤل حول مدي إمكانية عرض القناة لهذا البرنامج، خاصة بعد أن لاقي معارضة كبيرة، كما أثير التساؤل أيضًا حول دور مؤسسة مثل الأزهر الشريف حول ما يعرض في وسائل الإعلام. بداية الأمر، قالت الدكتورة ليلي عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، إن الأزهر الشريف وإن كان مؤسسة عريقة تهتم بالوسط الديني والأخلاقي، وتحاول الحفاظ عليه في المجتمع، إلا أنه ليس لها الحق في ممارسة التدخل فيما يعرض على وسائل الإعلام من مواد إعلامية، أيا كانت مضمونها، حيث إن ما ينظم اعتراض الأزهر بين أي وسيلة إعلامية هو القضاء الإداري، الذي يمكن أن يفصل في إيقاف برنامج الراقصة من عدمه. وأشارت عبد المجيد، إلى أنها ترجو الا يكون هناك تدخل من الأزهر فيما يبثه الإعلام، خاصة اننا دولة مدنية وتحكمها القوانين، والقانون لا يسمح بأي تدخل أو تعدي على حريات وسائل الإعلام، لأنه وان كان له سلطة، إلا أن تلك السلطة أدبية وتنحصر في توجيه النصح والدعوة والمناشدة، وليس لإجبار وسائل الإعلام. وقال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، إن قرار قناة القاهرة والناس بإرجاء عرض برنامج الراقصة، على أن يتم عرضه فيما بعد، إنما يدل على أن الإعلام المصري يتجه إلى مزيد من العشوائية، ويفتقد إلى التنظيم، الأمر الذي وصل إلى أن تدخل مؤسسة الأزهر الشريف، وطالب بوقف عرض البرنامج، مضيفًا أن الأزهر الشريف لم يقوم بما يسوء حينما ابدي اعتراضه على البرنامج، لكون البرنامج لا يصح اخلاقيًا، ويتعارض مع قيم المجتمع، ولكن الأزهر في نفس الوقت، لا يحق له قانونا بالعمل الإعلامي، مشددا على ضرورة أن يتم اقرار تشريعات القوانين لإصدار المجلس الاعلي لتنظيم الإعلام، الذي سبق الحديث عنه. فيما أضاف محمود علم الدين، عضو المجلس الأعلى للصحافة، أن برنامج الراقصة الذي من المفترض أن تبثه قناة القاهرة والناس، بعد فترة زمنية لا يجوز عرضه على الإطلاق من الأساس، خاصة أنه لا يحمل أي قيمة فنية أو فكرية تذكر، مؤكدا أنه يحمل صورة سلبية للمرأة، إضافة إلى مساسه بالقيم والتقاليد، وهو ما قد يدعو مؤسسة مثل الأزهر الشريف لنقد ذلك البرنامج.