أعد مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين على مدى يومين، برئاسة مندوب موريتانيا السفير ودادي ولد سيدي هيبة، مشروعات القرارات التي سيتم رفعها إلى مجلس الجامعة في اجتماعه على المستوي الوزاري، يوم الأحد المقبل، فيما يتعلق بالقضايا الراهنة وملفات العمل العربي المشترك سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه تكون هناك دائمًا خلافات ولكن في النهاية لابد أن يكون هناك توافق، إلا إنه أكد في الوقت ذاته أن هناك توافقًا عربيًا حول مجمل بنود جدول الأعمال التي سيتم رفعها إلى مجلس الجامعة على المستوي الوزاري، فيما أوضح أن موضوع سوريا تمت إحالته إلى وزراء الخارجية، مضيفًا في هذا الإطار أن ممثلا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سيلقي مداخلة خلال الاجتماع الوزاري. وفيما يتعلق بتطوير العمل العربي المشترك، قال بن حلي، إن هناك توافقًا في كل ما يتعلق بتطوير ميثاق الجامعة العربية وهناك مسودة في هذا الإطار تم الاتفاق على أن توزع على الدول العربية لإبداء مرئياتها بشأنها حتى تعتمد في القمة العربية المقبلة، تتعلق بالمحكمة العربية لحقوق الإنسان والنظام الأساسي لها ومحكمة العدل العربية وإعادة النظر في ميثاقها وتعديله، وكذلك آلية تقديم المساعدات الإنسانية والآلية الخاصة بأمانة متابعة الانتخابات. أما بخصوص قضية فلسطين، قال بن حلي، إن المندوبين الدائمين اعتمدوا كل ما يتعلق بالوضع الحالي في فلسطين وقطاع غزة والعدوان الإسرائيلي والتعامل مع الآثار التي خلفها إلى جانب قضية القدس والاستيطان، مشيرًا إلى أهمية العرض الذي سيقدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال جلسة خاصة حول فلسطين خلال اجتماعات مجلس الجامعة. واعتبر بن حلي أن كل هذه الأمور ستساعد التحركات العربية خلال الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي، معتبرًا إياها فرصة لطرح العديد من القضايا العربية وحشد الدعم الدولي لها. وحول تطورات الأوضاع في ليبيا أوضح بن حلي، أنه تم إعداد مشروع قرار لرفعه إلى الاجتماع الوزاري العربي شاركت كل من مصر والسعودية والجزائر والإمارات، إضافة إلى ليبيا بمقترحات فيه. كما ستكون هناك جلسة خاصة حول ليبيا للاستماع إلى تقرير لمبعوث الأمين العام الخاص بليبيا ناصر القدوة. وكشف بن حلي، أن المجلس رفع مشروع قرار بشأن اعتماد مساعدة عاجلة قيمتها 10 ملايين دولار للصومال. من جهة أخرى، أوضح بن حلي، أنه بخصوص موضوع مكاتب بعثات جامعة الدول العربية في الخارج حرى نقاش مطول بشأنها وتم التوافق على ضرورة الإبقاء على هذه المكاتب في عدد من العواصم المهمة، وهناك تباين بشأن بعض البعثات الاخرى سيتم النظر فيها في اجتماع وزراء الخارجية سواء بالتقليص أو الترشيد وربما فتح مكاتب جديدة في مناطق مهمة أخرى. وبشأن التهديدات الإرهابية التي تمثلها بعض التنظيمات مثل داعش على المنطقة العربية قال بن حلى أن هناك مشروع قرار واضح وصريح فيما يخص الإرهاب معروض على وزراء الخارجية العرب يتناول المستجدات وخاصة الإرهاب الأسود الذي يمارسه تنظيم داعش وكل مايتعلق بالعمليات الإرهابية في الدول العربية وكيفية التحرك على المستوى الدولي واخر قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن. وحول موضوع زيارة وفد وزاري عربي لقطاع غزة والذي كان قد أعلن عنه سابقا قال بن حلي أن موضوع الزيارة قائم وان لم يتحدد بعد موعد له مشيرا إلى أن وفدا فنيا من الجامعة يزور القطاع حاليا للوقوف على حقيقة الأوضاع على الارض. من جانبه وقال السفير ودادي ولد سيدي هيبة مندوب موريتانيا لدى الجامعة العربية رئيس الاجتماع إن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري سيشهد توافقا كبيرا سينعكس في بيانات وقرارات ستصدر عن الدورة 142، لافتا إلى أن اجتماع اليوم والأمس دار فيه نقاش، وطرحت بعض الرؤى حول المكاتب الخارجية للجامعة العربية وإغلاقها، إلا إنه تم التوافق حول الكثير من الأمور.