تناولت العديد من الصحف الروسية الصادر اليوم الأربعاء آفاق لقاء الرئيسين الروسي والأوكراني في العاصمة البيلاروسية مينسك يوم 26 أغسطس الجاري . وذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وبيوتر بوروشينكو سيعقد في مينسك في اطار قمة الاتحاد الجمركي - اوكرانيا. ونقلت الصحيفة عن بعض الخبراء اعتقادهم بان لقاء الزعيمين لمرة واحدة لن يسفر عن قفزة في العلاقات. ولفتت " كوميرسانت " إلى أن مبادرة الرئيس بيلاروسي الكسندر لوكاشينكو جاءت في وقتها المناسب، حيث سيتمكن الرؤساء الاربعة (روسيا وكزاخستان وبيلاروس وهي الدول الثلاث الأعضاء في الاتحاد الجمركي ) إضافة إلى أوكرانيا من مناقشة مجموعة من القضايا الحادة التي ظهرت بسبب فرض الاتحاد الاوروبي عقوباته ضد روسيا ، وكذلك العقوبات الجوابية الروسية ضد بعض الدول الاوروبية واوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن بحث الخلافات الاقتصادية وعواقب توقيع اوكرانيا على اتفاقية الانتساب مع الاتحاد الاوروبي ومشكلة الغاز بين روسياواوكرانيا ستكون أيضا على جدول أعمال لقاء مينسك . وتقول " كوميرسانت : " إنه في حال التقى الرئيسان الروسي والاوكراني على حدة ، فإن موضوع المباحثات الرئيسي سيكون الوضع في دونباس وشرق أوكرانيا. .مشيرة الى ان هذا الموضوع كان احد اهم المواضيع التي بحثها وزراء خارجية روسيا والمانيا وفرنسا واوكرانيا يوم الأحد الماضي في برلين. وفي معرض تعليقه لصحيفة " كوميرسانت " على لقاء الرئيسين الروسي والأوكراني ، ذكر فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية أنه " لا يتوقع حدوث قفزة وتقدم كبير نتيجة اللقاء المحتمل بين بوتين وبوروشينكو في مينسك". وقال الخبير الروسي :" الكل يريد وقف العمليات القتالية، ولكن من المستبعد تماما أن يجري وقف القتال قبل ان تتم صياغة مجموعة اتفاقات حول بعض المسائل الهامة مثل موضوع الغاز وموضوع القرم". ويتوقع لوكيانوف استمرار القتال في منطقة دونباس الأوكرانية ، ولكنه يرى أن هذا لن يعيق عملية المفاوضات. ويعتقد بضرورة بذل جهود جبارة من أجل تنسيق مجموعة من الاتفاقات التي يمكن ان تضع نهاية للنزاع، لافتا إلى أنه من الصعب توصل الجانبين الروسي والاوكراني الى اتفاق عبر لقاء أو اثنين ". وفي مقالة نشرتها صحيفة "روسيسكايا جازيتا" لسان حال الحكومة الروسية ، اشار فيودور لوكيانوف الى وجود عدة مواضيع على طاولة البحث، منها ما يتعلق بالبنية السياسية للدولة في اوكرانيا ، التي يتعين ان تضمن لشرق البلاد صفة خاصة متميزة تتوافق مع الخصائص الثقافية والتاريخية للمنطقة المذكورة ، على حد قوله . ويضيف لوكيانوف إلى ذلك موضوع بقاء اوكرانيا خارج الاحلاف العسكرية ، وتخلي سلطات كييف عن السعي للانضمام الى حلف الناتو الذي تعتبره روسيا من التهديدات الاساسية لأمنها. ويرى الخبير الروسي أيضا ضرورة حل كافة المسائل المتعلقة بالغاز ، والنهوض بالاقتصاد الأوكراني بعد انتهاء الحرب .