كثيرًا ما نتحدث عن الساعة البيولوجية للمرأة وتأثير عمر الأم على الجنين، ولكن نادرًا ما يتم تطبيق هذا المفهوم على الرجال. ومع ذلك، فقد وجدت دراسة جديدة أن الأطفال من الآباء الأكبر سنًا هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاضطرابات النفسية. تشير نتائج الدراسة التي تم نشرها في مجلة JAMA إلى نتائج مذهلة للغاية. على سبيل المثال، أطفال الآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 أو أكثر كانوا ثلاث مرات أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد، و13 مرة أكثر عرضة للإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD عن الأطفال الذين يولدون لآباء أصغر سنًا. ووجد الباحثون أيضًا أنه بالمقارنة مع الأطفال الذين ولدوا لآباء في أوائل العشرينات، كان الأطفال للآباء الأكبر سنا 24 مرة أكثر عرضة للمعاناة من الاضطراب الثنائي القطب. تعتبر هذه الدراسة واحدة من أكبر الدراسات العلمية المتعلقة بالأبوة في التاريخ، حيث أُجريت هذه الدراسة التوسعية السويدية على 2.6 مليون طفل ولدوا بين عامي 1973 و2001. البروفسير بريان دونوفريو أستاذ مساعد في جامعة إنديانا وهو الباحث الرئيسي في هذه الدراسة يقول " أن نتائج الدراسة قد تكون ذات صلة بالتغيرات البيولوجية التي تحدث للحيوانات المنوية للأب مع التقدم في السن. يقول دونوفريو أنه مع تقدم الرجال في العمر وتكرر استنساخ الحيوانات المنوية تزيد فرصة حدوث طفرات في الحمض النووي DNA لهذه الحيوانات المنوية وهذه الطفرات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتعرض الأبناء للاضطرابات النفسية. ووجد الباحثون أيضا أن الآثار المرتبطة بالعمر كانت تدريجية. على سبيل المثال، الأب الذي يبلغ من العمر 35 عاما أكثر عرضة لإنجاب طفل يعاني من مشاكل نفسية من رجل يبلغ من العمر 25 عامًا. ليست هذه هي الدراسة الأولى التي تنتهي مع مثل هذه النتائج، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2012 في أيسلندا أنه ما بين 20٪ و30٪ من حالات التوحد والفصام يمكن أن تكون مرتبطة بعمر الأب البيولوجي المتقدم.