أصدرت محكمة خاصة لجرائم الحرب في كمبوديا تدعمها الاممالمتحدة حكما بالسجن مدى الحياة يوم الخميس على اثنين من كبار قادة نظام الخمير الحمر الباقين على قيد الحياة بعد ان ادانتهما بارتكاب جرائم ضد الانسانية عن دوريهما في ثورة "حقول القتل" في عقد السبعينات. وقال القاضي نيل نون إن "الاخ رقم اثنان" نيون تشيا والرئيس السابق خيو سامفان تواطأ في عمليات إجلاء قسرية وجرائم قتل وإعدامات دبرها النظام في اطار ثورته الماوية المتطرفة. والحكم هو الثاني فقط الذي تصدره المحكمة منذ ان بدأت عملها قبل تسع سنوات. ويبقى نيون تشيا وخيو سامفان قيد المحاكمة حيث يواجهان اتهامات بالابادة الجماعية في المرحلة الثانية من المحاكمة المعقدة التي بدأت الأسبوع الماضي. ومن المعتقد ان ما بين 1.7 مليون الي 2.2 مليون شخص قتلوا تحت حكم الخمير الحمر. وخلال المحاكمة التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني 2011 اعترف نيون شيا بكونه "مسؤولا معنويا" عن سفك الدماء الذي جرى في بلاده. في حين عبر خيو سامفان عن ندمه ولكنه قال انه لم يكن إلا مسؤولا صوريا في نظام بول بوت. وقاد نظام الخمير الحمر الراحل بول بوت الذي سعى الي تحويل كمبوديا الي مدينة فاضلة للفلاحين. وكان من المفترض أن يحاكم في هذه القضية أربعة متهمين ولكن وزير الخارجية السابق اينج ساري توفي عام 2012 وأصيبت زوجته والوزيرة السابقة اينج تيريث المعروفة بأنها "السيدة الاولى للخمير الحمر" بالزهايمر واعتبرت غير مؤهلة للمحاكمة. ويعتقد المحللون أن هذين الحكمين ربما يكونان الأخيرين للمحكمة نظرا للأعمار المتقدمة والصحة المتدهورة للمتهمين. وشارك نيون شيا في الكثير من جلسات المحاكمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. وكان الحكم الاول الذي صدر عن المحكمة هو السجن مدى الحياة لكاينج جويك إيف أو دوك الذي أدار سجن تول سلنج- وهو مدرسة سابقة- حيث اعتقل وعذب حوالي 14 الف شخص. وأصر ايف في شهادته على أنه كان ينفذ الأوامر فقط وأنه هو نفسه كان سيقتل إذا رفض تنفيذ هذه الأوامر.