عباد الله إن شهر رمضان قد رحل عنا فمن كان منكم أحسن فيه فعليه بالتمام، ومن كان قد فرط فيه فليتبعه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستغنموا ما تلاه من الأيام واستودعوه عملًا صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلام وودعوه عن فراقه بأذكى تحية وسلام. فهيا يا أخى أعطاك الله فرصة أخرى لتقف على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغنا من صيام رمضان بصيام الست من شوال، فقد حث النبى صلى الله عليه وسلم على اتباع صيام رمضان بست من شوال، فقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان، ثم أتبعه ستة من شوال، كان كصيام الدهر) رواه مسلم وغيره. والدهر هنا السنة، أى كأنما صام الدهر- وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها فشهر رمضان يعدل عشرة أشهر، والستة أيام تعدل شهرين، وقد جاء ذلك مفسرًا بقول النبى صلى الله عليه وسلم:(صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام شهرين، فذلك صيام سنة)، يعنى رمضان وستة أيام بعده-(صحيح خرجه النسائى وأحمد وابن حبان). قيل لبشر الحافى رحمه الله: إن قومًا يتعبدون ويجتهدون فى رمضان، فقال: بئس القوم، قوم لا يعرفون الله حقًا إلا فى شهر رمضان، إن الصالح الذى يتعبد ويجتهد فى السنة كلها . واعلم أنه (لا يلزم المسلم أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة فى شهر شوال حسب ما تيسر له).