سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنوب السودان يحتفل بالاستقلال وسط حرب أهلية وأدانة دولية.. مليارات العوائد النفطية تحولت إلى لعنة وليس نعمة..والفساد وصراع المصالح ينتشر كالسرطان بين قيادات الدولة الوليدة
يحتفل جنوب السودان اليوم بالذكرى الثالثة لاستقلاله وسط حرب أهلية راح ضحيتها الأف الضحايا،وبعد اشهر مجازر قبلية مرتبكة بحق المواطنين في الدولة الوليدة. واتهمت ممثلة الأممالمتحدة في جنوب السودان القادة "المهتمين بمصالحهم الخاصة" على حد وصفها بالمسئولية عن الحرب الدائرة وخطر المجاعة المحدق بجنوب السودان وذلك في ووقت تحتفل البلاد بالاستقلال. وقالت هيلدي جونسون بعد أن انتهت مهمتها على رأس بعثة الأممالمتحدة أن "آلاف الاشخاص قتلوا" محملة الحكومة وحركة التمرد مسئولية المعارك الدامية الدائرة منذ ديسمبر. وأضافت وزيرة التنمية النروجية السابقة في خطاب وداع حاد اللهجة في مطار جوبا أن إحدى الدول الأقل تطورا في العالم "عادت عقودا إلى الوراء". وتشير إلى أن "سرطان الفساد" يتفشى بين قادة البلاد التي استقلت في 9 يوليو 2011 عن السودان بعد حرب أهلية طويلة حيث شكلت مليارات الدولارات من الايرادات النفطية "لعنة أكثر من نعمة". ونزح أكثر من 1، 5 مليون شخص عن ديارهم جراء حرب مستمرة منذ سبعة اشهر بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك التابعة لنائبه السابق وخصمه رياك مشار. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن النزاع السياسي المصحوب بخلاف قبلي يهدد بحدوث مجاعة في الاسابيع المقبلة في حال عدم تلقى مساعدات كبيرة. وقالت جونسون "قد نشهد أسوأ مجاعة في تاريخ البلاد ولن يكون سببها عدم هطول الامطار". وأضافت المسئولة التي لن يساهم خطابها في تحسين العلاقات المتوترة اصلا بين جنوب السودان والاممالمتحدة "انها كارثة من فعل الإنسان واذا ما حلت ستكون مجاعة سببها الإنسان". وألقت كامل المسئولية على قادة الحزب الحاكم المنقسمين الذين حكموا "بقوة السلاح بدلا من القانون". وقالت أن "المسئولون هم قادة كل فصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكومة وخارجها" معتبرة أنه كان في استطاعة قادة جنوب السودان وقف أعمال العنف التي اندلعت في ديسمبر، مضيفة "لم نشهد ابدا سابقا مثل هذه المجازر والفظاعات التي يرتكبها جنوب سودانيون بحق إخوانهم". ومن جانبه دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في الذكرى الثالثة لاستقلال جنوب السودان القادة المتخاصمين إلى "إلقاء السلاح والعودة فورا إلى طاولة المفاوضات". وقال بان كي مون "بآمال سكان جنوب السودان عند قيام دولتهم في التاسع من يوليو 2011 منددا ب"القضاء على هذه الامال جراء النزاع" الذي نشب بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. وأكد أن المدنيين في جنوب السودان هم "أول ضحايا فشل" اتفاقات وقف إطلاق النار و"يعانون من الجوع والأمراض ومن انعدام الأمن". وحذر من أنه "في حال لم تتوفر الوسائل وفي حال عدم تعاون الاطراف فان مئات الآلاف قد يواجهون مجاعة في الاشهر المقبلة". وأضاف "من مسئولية (كير ومشار) إنهاء " النزاع. وكرر أن لسكان جنوب السودان وعد الاممالمتحدة بدعمهم والاستمرار في حمايتهم وتقديم المساعدة الإنسانية لهم.