أكد عادل عبد الكافي العسكري الليبي والخبير بالشئون الإستراتيجية، وجود تنسيق أمني بين ليبيا وجيرانها العرب والأفارقة في إطار مكافحة الإرهاب، الذي يهدد المنطقة. وأشار عبد الكافي في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، إلى أن التنسيق الأمني بين مصر وليبيا قائم منذ وجود المجلس العسكري على رأس السلطة في مصر عقب ثورة يناير، ومستمر حتى الآن، مضيفًا أن ليبيا تتطلع إلى دور مصري في إعادة بناء وهيكلة المؤسسات الأمنية الليبية والتي شهدت تفككا بعد ثورة فبراير من أجل تمكين الدولة واجتثاث الإرهاب من جذوره. وأضاف عبد الكافي، أن التعاون الأمني بين القاهرةوطرابلس ساهم في معالجة العديد من المشاكل الأمنية مثل تهريب السلاح والهجرة غير الشرعية وضبط الحدود بين البلدين. وتابع عبد الكافي، أن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون من خلال مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن عملية الكرامة التي يتبناها اللواء خليفة حفتر غير شرعية. وأشار عبدالكافي، إلى أن أولى مهام مجلس النواب الليبي الجديد هو وضع مفهوم للإرهاب ولمعرفة الإرهابيين من غيرهم لاسيما وأن هناك ميليشيات كثيرة تحمل السلاح منذ سقوط معمر القذافي منها ما هو محسوب على الجماعات الإرهابية ومنهم من هم من الثوار الذين تم إلصاق تهمة الإرهاب بهم وهو ليسوا كذلك. دول الجوار من جهة أخرى ذكرت صحيفة الخبر الجزائرية، الإثنين، أن تنسيقًا أمنيًا بين مصر وتونس والجزائر قد بدأ لمواجهة تسلل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى ليبيا. وأكدت الصحيفة على لسان مصدر أمني جزائري أن الدول الثلاث بدأت في التحضير والتجهيز لاحتمال انتقال القتال الدائر حاليا بين "داعش" في العراقوسوريا، ومعارضيه من السلفيين المتطرفين الموالين لأيمن الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) في سوريا إلى ليبيا. وأشار المصدر إلى أن انتقال "داعش" إلى ليبيا بات مسألة وقت فقط، مضيفا: "تلقينا تقارير تشير إلى عودة متطرفين ليبيين وآخرين من تونس إلى بلدانهم لخلق فروع ل"داعش"في شمال أفريقيا". كما أشارت تقارير أمنية إلى أن اهتمام "داعش"، التي أعلنت تحولها إلى "دولة خلافة إسلامية" يتجه إلى ليبيا، التي تتوافر بها المقومات التي تسمح بخلق فرع جديد لهذه الجماعة المتطرفة، وأهمها غياب دولة مركزية قوية وانتشار السلاح ووجود مخزون هائل من الشباب السلفي الجهادي المستعد للانخراط في هذه الجماعة لا سيما بعد أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تأييده ل"دولة الخلافة" بالعراق. كما أن الجماعات السلفية "الجهادية" في تونس سارت على نفس المنوال، فيما يتجه أغلب السلفيين "الجهاديين" من ليبيا لموالاة البغدادي أمير "داعش"، بينما يحافظ عدد كبير من السلفيين "الجهاديين" في ليبيا على الولاء للظواهري. إستراتيجية داعش ويقول هشام الطيب، خبير إستراتيجي ليبي، إن تسلل عناصر من "داعش" ودخولها ليبيا ليس بعيدا خاصة بعد أن قدمت العديد من الجماعات الإرهابية في المغرب العرب مباركتها لأبو بكر البغدادي على الخلافة في العراق. وأوضح الطيب ل"البوابة نيوز" أنه لا يوجد عناصر ليبية داخل ليبيا تنتمي ل"داعش" سوى البعض القليل من الذين عادوا من القتال في سوريا ولكن توجد عناصر ليبية تقاتل تحت لواء "داعش" في سورياوالعراق. و أشار الطيب إلى أن هناك معركة كبرى يتم الإعداد لها في طرابلس بين كتائب القعقاع وميليشيات متطرفة ستكون بمثابة التمهيد لدخول "داعش" لليبيا وإعلان طرابلس ولاية إسلامية. وأوضح الطيب، أن هذا ممكن الحدوث في ليبيا نظر لهشاشة الأوضاع الأمنية بعد أن تم تدمير القوات الليبية من قبل حلف "الناتو" عام 2011. وأشار الطيب، إلى أن غياب المؤسسات الأمنية وشيوع الفكر الإرهابي جعل ليبيا منطقة جاذبة للإرهابيين من كل مكان لا سيما وأن طبيعتها الجغرافية تؤهلها لأن تكون مركز قوي للقوى الإرهابية نتيجة كثرة جبالها واتساع مساحتها وغناها بالنفط. وكشف الطيب، عن أن قوات خليفة حفتر قد تمكنت من إلقاء القبض على بعض العناصر التي تنتمي ل"داعش" من جنسيات ليست ليبية بينهم مصريين وسعوديين وسوريين.