"رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه أهلا رمضان رمضان جانا"و"مرحب شهر الصوم مرحب لياليك عادة بأمااااان بعد انتظارنا وشوقنا إليك جيت يا رمضان" واللي عنده فنوس بينضفه ويعلقه في البلكونة وتبدأ رحلة تخزين الأكل تحسبا للمجاعة اللي داخلين عليها، رغم إن رمضان شهر الصوم، إلا أنه عمليا أكتر شهر فيه رواج لبيع السلع الغذائية. الكم والكيف اللي هي تقريبا مشكلتنا في مصر طول الوقت بتظهر جدا لما نتكلم عن رمضان، بنشترى أكتر بكتير من حاجتنا، ونخزن لدرجة بتخلى الأكل يتبقى منه كتير جدا لبعض رمضان، غير إن ده أصلا إنسانيا مش صحيح إطلاقا، لأن الشهر ده بالذات المفروض تقلل فيه من كميات أكلك وتطلع للفقراء والمساكين، بس اللي بيحصل فعلا إننا بناكل أكتر وبنطلع للفقراء والمساكين برضو فيتحول الشهر من شهر توزيع المكانيات المتوفرة في البلد على الناس كلها إلى تحميل على البلد لسد طلبات الشعب كله. غير إننا كمصريين بقالنا 1370 سنة بنصوم، ورغم كدة كل سنة رمضان بيجى فجأة، وبنكتشف قبلها بيومين أن رمضان بعد بكرة، فننزل كلنا الشارع نشترى أكل ونخزن، بننزل بأعداد تكفى لإسقاط الحكم 100 مرة، ومع ذلك كنا بنشترى أكل بس، الجميل بقى إن اللي معاه واللي معاهوش بيشتروا، وللعلم الشراء الزايد عن الحد من مطبق على الأغنياء بس، ومطبق على الفقراء برضو. تلاقينا حولنا شهر الصوم إلى شهر الأكل، شهر الزهد إلى شهر الغرق في النعيم، فجأة بينزل على الناس رحمة وطيبة كده، ويسلموا على بعض بحب ويتبادلوا التهانى، طبعا الكلام ده في اليومين اللي قبل رمضان بس خلال رمضان بنتحول إلى وحوش. ومع تقدم العلم والتكنولوجيا، أصبحت رؤية الهلال مجرد ديكور، من الآخر النتيجة بتقول إيه؟؟!!! بتقول بعد بكرة صيام، خلص الكلام على كدة. الكبار في السن بس هما اللي بيستنوا اللحظة دي، وبالنسبة لينا الموضوع تحصيل حاصل، وأتوقع خلال السنين اللي جاية هينقرض تماما موضع الرؤية ده، وهينحصر على إنه مجرد تقليد متبع من جموع علماء مسلمين مصر، وهيفضل مسلمين مصر اللي هما إحنا عارفين رمضان إمتى من النتيجة.