تحتفل مصر في كل عام بعيد الجلاء، حيث خرج آخر جندي إنجليزي من الأراضي المصرية في 18 يونيو 1956، عقب توقيع اتفاقية تقضي بجلاء الجنود الإنجليز عن البلاد، ورفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد، حيث كان آخر مكان تم إخلاء القوات الإنجليزية منه في منطقة القناة. وقد بدأ الضباط الأحرار حرب العصابات ضد الإنجليز في منطقة القناة مدعومين من الحكومة المصرية، وكانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة خاصة في الفترة الأولى، وكذلك فإن انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز أدى إلى وضع القوات البريطانية بمنطقة القناة في حرج شديد، فيما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني. وقد قام الضباط الأحرار بثورة يوليو 1952 فاشتعلت الحرب مرة أخرى ضد الإنجليز، وكانت هذه المرة بتخطيط من رجال المخابرات المصرية بقيادة زكريا محيي الدين، واضطر الإنجليز في النهاية لتوقيع معاهدة الجلاء من مصر عام 1954 وخرج آخر جندي إنجليزي في 18 يونيو 1956 "عيد الجلاء". إلا أن العام الماضي شهد أول رئيس مصري لم يحضر حفل عيد الجلاء وهو الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث لم يحضر حفل القوات المسلحة بمسرح الجلاء بمناسبة أعياد تحرير سيناء، وأكدت حينها مصادر بأن القوات المسلحة وجهت الدعوة للرئيس لحضور الاحتفال لكنها لم تتلق تأكيدًا بحضور مرسي أو اعتذاره. وخلال 74 عامًا انتهك الإنجليز حقوق المصريين، ومن بعد ذلك اليوم 18 يونيو كان لمصر التحرير من آخر دولة مستعمِرة لمصر. وفي تاريخ 26 أكتوبر1954، وقعت حادثة المنشية، التي أظهرت الإخوان على حقيقتهم، عندما قال الرئيس الراحل عبد الناصر مخاطبًا الشعب المصري: "يا أهل الإسكندرية الأمجاد.. أحب أن أقول لكم ونحن نحتفل اليوم بعيد الجلاء.. بعيد الحرية.. بعيد الاستقلال، أحب أن أقول لكم - أيها الإخوان - أحب أن أتكلم معكم عن الماضي وعن كفاح الماضي.. أحب أن أعود إلى الماضي البعيد"، وأضاف خلال الخطاب: "وفي النهاية، عيد الجلاء هو عيد استقلال مصر عن كل شيء استعمر البلد فكريّا واستنزف شبابها، العيد هو عيد جلاء الغرب عن مصر" .