أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بإضافة التراث للآثار فى الحكومة الجديدة لتصبح وزارة الآثار والتراث، مطالبا بإحياء التراث المتميز بمصر والذى يلقى إقبالاً وشغفاً داخل مصر وخارجها وله حضور ثقافى وجذب سياحى متميز من كل الجنسيات التى تزور مصر. وأكد الدكتور ريحان أن النوبة تحظى باهتمام غربى كبير تمثل فى دراسات لثقافة وتراث وآثار النوبة على مدى قرنين من الزمان يعبر عن شغف بتراثها وفنونها، مشيرا إلى أن هناك 40 قرية نوبية تقع شمال كوم أمبو وشمال أسوان جاهزة بمنازلها النوبية الجميلة ومنتجاتها لاستقبال ضيوفها فى أى وقت، حيث استلهمت هذه القرى ثقافتها من امتزاج الحضارة المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية وعكست البيئة المحلية حيث عانقت هذه المنازل ضفتى نهر النيل فى شكل معمارى فريد لا مثيل له إلا فى مصر. وطالب د. ريحان بإحياء اللغة النوبية ، مؤكدا أن لها قاموس خاص أعده الكاتب النوبى يوسف سمباج الذى توفى عام 1980 وهو قاموس نوبى - يونانى – عربى- إنجليزى، كما طالب بإحياء الأدب والفنون والموسيقى النوبية المتمثلة فى الطمبورة النوبية والآلات الموسيقية المختلفة. وأوضح أن الفنان النوبى استغل كل مفردات الطبيعة حوله لصنع منتجاته ومنها الخوص الذى يدخل فى صناعة الحصير والمصليات ، مشيرا إلى أن الخوص كان له دور رئيسى فى النوبة حتى مطلع القرن العشرين ويصنع منه جهاز العروس مثل "المرجانة" وهى إناء مخروطى الشكل وله غطاء من الخوص تضع فيه العروس البخور. واضاف د. ريحان أن الحلى النوبية تحظى بشغف أوربى وحب لاقتنائها منها حلى للرأس التي تسمى الرصة وحلى للأذن (القمربوبة) وهو القرط الكبير وحلى للعنق (الجكّد) وحلى للصدر (البييّة) وحلى للقدم (الخلخال). وتابع: "ويرسم فتيات النوبة الرسومات الجميلة على جدران المنازل ويصنعن لعب الأطفال مثل العروس التى تصنع من البوص الذى يشكل على هيئة مانيكان وترتدى أكسية معينة ومنها جاء المثل الشعبى " لبس البوصة تبقى عروسة" ومنها إكسسوارات المرأة من الخرز والترتر والنايلون والأصواف والطواقى والملابس كما يصنعن الألبومات من ورق كارتون ونايلون لوضع الصور التذكارية". ونوه د. ريحان إلى أن أهل سيناء يملكون ذخيرة من التراث الشعبى المتمثل فى العادات والتقاليد فى السكن فى بيوت الشعر يقيمون بها فى الشتاء والربيع اتقاءاً للمطر والبرد وطرق إعداد الطعم وذبح الخراف وطريقة شيها وينظمون أشعاراً خاصة بحياة البادية وموسيقى وأغانى تحتاج إلى مدارس لرعايتها وحفظها وتطويرها لتصل إلى العالمية ولديهم خبرة ومهارة فى العديد من المنتجات التراثية المستمدة من البيئة السيناوية ومنها ملابس النساء المطرزة والاكسسورات من الصدف والمنتجات البحرية والحقائب والكليم والذىيقبل على شرائها زوار سيناء من كل الجنسيات.