تناولت صحيفة“,” الواشنطن بوست“,” الأمريكية أسباب وتداعيات تولي الدكتور يونس مخيون منصب رئيس حزب النور السلفي، وتصدره المشهد السياسي للحزب بعد حركة الانشقاق الأخيرة، التي قادها مؤسس ورئيس الحزب السابق الدكتور عماد عبد الغفور. وقالت الجريدة -في تقرير مطول لها اليوم على موقعها الإلكتروني- إن اختيار الدكتور مخيون لرئاسة الحزب جاء في توقيت دقيق للغاية؛ حيث شهد الحزب صراعًا ساخنًا خلال الأشهر الماضية، أسفر عنه استقالة أكثر من خمسين من أعضائه المؤسسين، وتأسيسهم حزبًا جديدًا تحت اسم حزب “,”الوطن“,”، بقيادة الدكتور عماد عبد الغفور؛ الأمر الذي دفع حزب النور إلى عقد انتخابات مبكرة لاختيار رئيس جديد لقيادة الحزب في الانتخابات التشريعية أواخر شهر فبراير القادم. ورأت الصحيفة أن تولي مخيون مسئولية الحزب يعتبر تأكيدًا لقوة رجال الدين المتزمتين أمام رجال السياسة المنتمين لأكبر ثاني حزب سياسي ذي خلفية إسلامية في مصر. ورصدت الجريدة اهتمام مخيون البالغ بأهمية الانتخابات القادمة، حيث يعتبرها الأهم والأخطر في تاريخ مصر-حسب وصفه- لأنها ستنقي كل مواد القانون المصري مما يخالف الشريعة الإسلامية. كما رصدت الصحيفة مغازلته للمرأة المصرية والأقليات الدينية حين قال “,”الشريعة تكفل حرية المرأة والمسيحيين، فالشريعة ستحرر حتى المرأة الغربية من قيود الانحلال الأخلاقي الغربي“,”. وأشارت الصحيفة إلى تنامي قوة السلفيين في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، وحصولهم على 25 بالمائة من مقاعد البرلمان المصري بعد تحالفهم مع جماعة الإخوان المسلمين، التي سرعان ما خرجوا منها بعدما لاحظوا تصميم الإخوان على احتكار السلطة. وقالت الجريدة إن سلفيي مصر ينتمون إلى نفس المدرسة الوهابية الموجودة في السعودية، التي تنتهج سياسة صارمة تجاه تحريم اختلاط الجنسين، وحرمة التعامل مع البنوك وإقامة الحدود الشرعية. ونوهت الصحيفة إلى غموض مستقبل حزب النور السلفي على الساحة السياسية، خاصة بعد تصدر رجال الدين المشهد السياسي للحزب، وتواري رجال السياسة منه عن الأنظار، بالإضافة إلى تداعيات تأسيس أحزاب سلفية جديدة ذات مرجعية إسلامية، سيكون لها بالغ الأثر على تفكيك كتلة الناخبين أصحاب المرجعية الدينية.