أكد الخبراء السياسيون، أن الجماعة الإسلامية اكتفت بأن تقوم بدور السنيد لمؤازرة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة، وهو الدور نفسه الذي لعبه حزب النور السلفي العام الماضي قبل أن ينقلب على الإخوان وينهي ما أطلق عليه حينها “,”شهر العسل“,”. وحذر سياسيون بحسب صحيفة الشرق الأوسط، من أن “,”تستعيد الجماعة الإسلامية ماضيها العنيف إذا ما سارت الأمور على غير مبتغاها“,” ونجحت القوى المدنية في استعادة السلطة مرة أخرى من الإسلاميين. يقول الدكتور نبيل عبدالفتاح، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن “,”الفكرة السلفية مكون رئيسي ضمن أيديولوجيات وخطاب جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، مع التفاوت فيما بينهم في حجم هذا المكون السلفي، وبالتالي فهناك صلة ما بينهما تبرر هذا التحالف المعلن في الفترة الحالية، رغم وجود تمايز كبير أيضا“,”. وأوضح عبدالفتاح ل“,”الشرق الأوسط“,” أنه بعد خروج بعض العناصر المنتمية إلى الجماعة الإسلامية من السجون سواء عن طريق المراجعات أو العفو الرئاسي الذي منحه لهم الرئيس مرسي فور تسلمه السلطة، أصبح هناك شكل من أشكال التحالف أو صفقة سياسية ما تمت بينهما، مضيفًا “,”هناك محاولة لرد ما يمكن أن نسميه الجميل لجماعة الإخوان“,”. واعتبر عبدالفتاح أن “,”هذه الحالة التحالفية تأتي في إطار أن كليهما في قارب سياسي واحد الآن في مواجهة معارضين يرغبون في إقصاء الإسلاميين عن السلطة يتسع نطاقهم يومًا بعد آخر، وأي تحالف فرضته ظروف بين الطرفين، قد يفترق في أعقاب انتصار قوى المعارضة“,”. لكن الدكتورة هالة مصطفى، أستاذ العلوم السياسية، حذرت من أن “,”نبذ الجماعة للعنف مرتبط بمسألة محددة وهي وجود حاكم ينتمي للتيار الإسلامي في السلطة مثل الرئيس مرسي، وأنه في حالة وجود حاكم آخر فإن المسألة ستختلف“,”. وقالت مصطفى ل“,”الشرق الأوسط“,” إن انتفاضة الجماعة الإسلامية الحالية وتأييدها للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بشكل لافت، واستعدادها لبذل التضحيات من أجل ذلك، يمكن تفسيره في إطار سماح الرئيس مرسي بخروج الجهاديين من السجون وعودتهم من خارج البلاد. في المقابل، برر الدكتور طارق الزمر، الرئيس الجديد لحزب البناء والتنمية، موقف جماعته الداعم للإخوان قائلا: “,”ليس أمامنا إلا الوقوف بجانب الشرعية والتمسك بالدفاع عنها“,”، مؤكدًا أنه “,”لا بد من احترام نتيجة الإرادة الشعبية التي جاءت عبر صناديق الانتخابات، لأنه إذا سقط مرسي لن يستمر رئيس بعده“,”. يذكر أن الجماعة الإسلامية، التي نشأت أوائل السبعينيات لإقامة “,”الدولة الإسلامية“,”، قامت بأعمال عنف ضد الدولة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، منها اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وحادث الأقصر الإرهابي عام 1997، والذي قتل فيه 58 سائحًا أجنبيًا، وزعيمها الروحي الشيخ عمر عبدالرحمن معتقل حاليًا في الولاياتالمتحدة بتهم تتعلق بالإرهاب، وقد نبذت الجماعة العنف قبل أكثر من عشر سنوات في مراجعات شهيرة.