قال الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاوست KACST" بالسعودية على أن فريقا بحثيا سعوديا توصل إلى نوع جديد من البوليمر "البلاستيك الاصطناعي"، صلابته أقوى من العظام ويستخدم في صناعة المحركات والمواصلات والفضاء، مبينا أن الاكتشاف الجديد يتسم بأنه غير قابل للتشقق، وصلب جدا، كما يتسم بسهولة إعادة تدويره، وقابل للعودة إلى شكله الأصلي حال ثنيه أو ضغطه، ويتميز كذلك بوزنه الخفيف، وتكلفته المنخفضة، كما أنه لا يذوب في الأحماض. وقال السويل أن هذا النوع الجديد من البوليمر "البلاستيك"، يعد اكتشافا فريدا من نوعه، خاصة وأن آخر أنواع البلاستيك المكتشفة مر عليها أكثر من 20 عاما، وقد نشر هذا الاكتشاف بتفاصيله في مجلة العلوم الأمريكية Science، مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف الحيوي قام به فريق عملي مشترك من جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمركز الوطني لتقنية البتروكيماويات التابع لمعهد بحوث علم المواد في كاوست، وIBM، جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة ايندهوفن بهولندا. وأشار إلى أن البلاستيك الجديد يحمل اسم KACST-IBM Polymer، موضحا أن هذه المادة تم اكتشافها عن طريق الصدفة، وهي مجموعة من المواد الكيميائية، التي تم تسخينها، وإعادة تدويرها، بسهولة. من ناحية أخرى أشاد الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: بالإنجاز العلمي البحثي الذي توصلت إليه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، موضحا أن هذا ليس بغريب على السعودية وإمكاناتها العلمية والتكنولوجية. وأشار النجار إلى أن هناك العديد من الدول العربية، التي حققت نجاحات في هذا المجال وتستحق الاشادة والتقدير، من بينها مصر، والإمارات، والمغرب، والأردن، ودول عربية أخرى، مشددا على أن التقدم العلمي في الدول العربية يجب أن يتوجه نحو التطبيق والإنتاج المعرفي، وهو ما يجعلنا نزاوج بين العلوم النظرية والتطبيقية، مع منح الأولوية للأخيرة. وأكد الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار على أن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تعمل كشبكة تربط العلماء والتكنولوجيين العرب، بهدف تحفيز إنتاج وامتلاك المعرفة في المنطقة العربية، عن طريق التقارب والتعاون بين عناصر المجتمع العلمي والتكنولوجي العربي، على مستوى الأفراد والمؤسسات. أوضح رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا: أن البوليمر "البلاستيك" الجديد المكتشف، يشمل نوعين جديدن من البوليمرات الاصطناعية، يحملان رمز "تيتان" و"هيدرو"، يمكن استخدامه في وسائل النقل، كما يمكن استخدامه في إنتاج المواد الاستهلاكية، إضافة إلى مواد التغليف والتعبئة، وصناعة المكونات الدقيقة في مجال الطيران والفضاء والإلكترونيات، والصلابة الخارقة التي يتسم بها البوليمر "البلاستيك" الجديد تساهم في إمكانية استخدامه في صناعة المحركات. وأضاف أنه خلال السنوات الأخيرة، تمتع البلاستيك بأهمية استيراتيجية كبيره، لدخوله في العديد من الصناعات والقطاعات الحيوية، إذ يتواجد البوليمر "البلاستيك" اليوم في كل مكان في الحياة الحديثة، في الدهانات، والعدسات اللاصقة، ومنتجات الملابس، والبطاريات، وغيرها. ويعتبر هذا العصر، عصر البوليمر "البلاستيك" عن جدارة في الاستخدام.