أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه اليوم السبت لتفريق محتجين في وسط إسطنبول حاولوا إحياء الذكرى الأولى لأكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود. وأغلقت السلطات الطرق وأوقفت وسائل النقل العام لمنع الوصول إلى ميدان تقسيم وحديقة غازي المجاورة له، حيث أدت خطط الحكومة لإزالة المساحة الخضراء وإقامة مجمع تجاري إلى تفجر احتجاجات العام الماضي. وحالت صفوف الشرطة دون اقتراب الناشطين الذين كانوا يأملون في تلاوة بيان في ميدان تقسيم ويضعون الزهور في الحديقة إحياء لذكرى ستة أشخاص على الأقل قتلوا في الاحتجاجات ضد حكم رئيس الوزراء طيب أردوغان، وقتل ستة آخرون في اضطرابات متفرقة في الأشهر التالية مع احتدام الغضب ضد أردوغان وحزب العدالة والتنمية بزعامته. وسار مئات المحتجين في شارع الاستقلال التجاري المزدحم الذي يؤدي إلى ميدان تقسيم وهم يرددون هتافات تطالب باستقالة أردوغان وتصفه بالقاتل. وقالوا: "تقسيم هي كل مكان والمقاومة في كل مكان"، وتدخلت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع على الحشود مما أجبرهم على التراجع. وذكرت محطة سي إن إن تورك، أن الشرطة فضت أيضا احتجاجات في العاصمة أنقرة ومدينة أضنة الجنوبية، وقال شهود عيان: إن ثلاثة أشخاص على الأقل اعتقلوا في إسطنبول، وحلقت طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة على ارتفاع منخفض. وأجبر سائحون يجرون حقائبهم على العودة للهرب من الغاز، وفر بضع مئات من المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات سياسية من الشرطة باتجاه مضيق البوسفور، وهو الممر المائي الذي يقسم إسطنبول إلى شقين. وحذر أردوغان في وقت سابق اليوم السبت المواطنين من الاقتراب من ميدان تقسيم قائلا: إن قوات الأمن لن تتساهل مع أي مسيرة إلى الميدان، وقال أردوغان في كلمة ألقاها في حفل في إسطنبول أذاعته على الهواء قناة إن.تي.في التلفزيونية الإخبارية: "قوات الأمن لديها أوامر واضحة، سيفعلون كل ما يلزم من الألف إلى الياء".