مرض جديد من الأمراض النفسية ظهر حديثا على الساحة وبقوة إنه مرض إدمان الزوج ل لإنترنت، فما هو هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه وكيف يمكن التصدي لهذه المشكلة النفسية، فكل زوجة تحلم بالاستقرار الأسرى والحياة الزوجية السعيدة، ولكن الحقيقة أن الحياة الزوجية قد ينتابها العديد من المشاكل، منها عدم وجود حوار متبادل قائم على التفاهم، وإدمان الأزواج للإنترنت، وذلك في محاولة من الزوج لإيجاد قنوات اتصال جديدة ولغة للحوار مع أشخاص آخرين، والتخلص من الصمت الزوجي والفجوة التي تتسع بين الزوجين. أسباب إدمان الزوج للإنترنت ويؤكد خبراء علم النفس أن مكوث الزوج لساعات طويلة أمام الكمبيوتر هو نوع من العقاب النفسي للزوجة ووسيلة لفرض الصمت الزوجي على الحياة الأسرية، وإغلاق شتى منافذ التواصل سواء بالكلام أو الإنصات إلى الزوجة، فانكباب الزوج على الإنترنت لفترات طويلة هي رسالة ضمنية من الزوج إلى زوجته أنه غير سعيد في الحياة الزوجية، فضلًا على ذلك، فإن معظم الرجال لا يميلون إلى التحدث مع زوجاتهم عن حقيقة مشاعرهم العاطفية ويرون في ذلك ضعفًا يوقعهم في دائرة التوحد مع المرأة وفقدان ذكورتهم . ويهرب بعض الأزواج إلى الإنترنت خوفًا من أن تعرف الزوجات نقاط ضعفهم على عكس النساء لا يجدن حرجًا من الإفشاء عن نقاط ضعفهم أمام الرجال أو الصديقات. وتؤكد الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ أمراض الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن هناك أسبابًا نفسية كثيرة تدفع بمستخدم الإنترنت إلى الإفراط في استعماله، أبرزها: “,”عدم القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية مما تجعل الشخص يهرب من الواقع إلى خيال النت، وعدم القدرة على مواجهة المشكلات، والهروب من الواقع بضرب من الخيال في علاقات تفتقد فيها الحميمية مع الآخرين، وتجنب مواجهة الآخر وجهًا لوجه سواء كان الآخر هو الأسرة أو الأصدقاء، والافتقاد إلى الحب والبحث عنه، والهروب من الواقع وما يحيط به من تقاليد وقوانين تفرض القيود على الأفعال والكلام“,”. علاج إدمان الإنترنت الخبراء النفسيون ينصحون الزوجات بمشاركة أزواجهم هواية الإنترنت من أجل إيجاد قنوات اتصال جديدة بين الزوجين، وعلى الزوجة أن تجيد فن الحديث مع زوجها، وتعبر عن مشاعرها وتعطيه فرصة للتعبير عن مشاعره، وأن تغير أسلوبها في الكلام، ولا تثقل الزوج بالطلبات والأعباء. وهنا يطرح سؤال نفسه، هل يجب على الزوجة متابعة زوجها وهو يعمل على الإنترنت؟ لم يعد يكفي الزوجة أن تفتش جيوب زوجها وأوراقه ومتابعة مكالماته الهاتفية لتتأكد من إخلاصه، كما كنا نشاهد في الأفلام القديمة، ففي عصرنا أصبحت الخيانة الإلكترونية هي سمة العصر. ولعل أخطر شيء يهدد الأسرة أن يجلس الزوج ساعات طويلة ليلا بعد نوم زوجته وأولاده أمام شاشة الكمبيوتر للدردشة أوالتقليب بين المواقع بحثا عن مغامرة أو نزوة واثقا أن الأمر لا يتعدى مجرد دردشة للتخلص من الملل والفراغ لكن يتحول الأمر إلي الخيانة بعد ذلك. وأكدت دراسة علمية أمريكية أن النسبة الأكبر من الذين يقومون بارتكاب أفعال الخيانة الإلكترونية لشركاء حياتهم، ينتقلون بالفعل إلي خيانتهم على أرض الواقع بعد ذلك من خلال علاقات مباشرة. وأشارت إلي أن ذلك يدحض الاعتقاد القديم بأن العلاقات التي تبدأ علي شبكة الإنترنت لا تتجاوزها في معظم الأحيان.