عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز"، عبر برنامجه "الصندوق الأسود" المذاع على قناة "القاهرة والناس"، تقريرًا عن إخوان ليبيا والثورة، كان نصّه الآتي: "لم يكن لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا أي دور في مرحلة الثورة، فقط كانت تقوم بالمعارضة السلمية من خارج الأراضي الليبية وكان خطابها يتمحور حول مفهوم الدين، وكان "محمد علي الصلابي"، متزعمًا هذا الدور من قطر بدعم خصصته الدولة الخليجية للمتمردين على أوطانهم في الخارج. وعندما خرج الثوار في السابع عشر من فبراير بدأت تبرز قوى إقليمية في المشهد السياسي الليبي، خاصة مع تدخل حلف الناتو وصراع التفتيت العسكري لليبيا، التي عاشت سالمة لسنوات طويلة رغم أنها كانت مشاغبة في علاقتها الخارجية بأمريكا وأوروبا، مما دفع كليهما للانتقام وتحقيق انتصار على النظام الذي سخر كثيرًا منهم، بل أعطاهم ظهره متجهًا إلى إفريقيا. استخدمت القوى الدولية ملف الإخوان كورقة رابحة في إنهاء الصراع لصالحهم على نظام سياسي قرر العالم أن يتخلص منه سريعاً؛ وهنا برز دور الجماعة التي قدمت نفسها بأنها القوة الأبرز في مواجهة "القذافي" وأنه تم قمعها في عهدة وسجن قيادتها. كانت الجماعة الإسلامية الليبية وجه الإخوان المتلون، أداة حرب على الساحة، كما أنها كانت طيف الحرب الأهلية التي كانت تهدد بها القوى الدولية ومن كانوا يسعون لتأييد "القذافي"؛ فكان اتفاق "الإخوان" و"الناتو" ملء السمع والبصر، ومازالت الجماعة تلعب على وتر البديل السياسي للشعب الليبي وبخاصة مع وجود اتساع للتيارات الإسلامية العنيفة. ثمة أوجه شبه بين الإخوان والقذافي، فكل منهما كان يعتبر نفسه المسيح المخلص للشعب الليبي وكلاهما كان يفرض نفسه مرشدًا للدولة التي تبحث عن مخلص حقيقي لها من يد التيارات الدينية التي تحركت بأجندات دولية وشاركت في تنفيذ مخططها مقابل ضياع الفكرة الدولية بحدودها مقابل تسويغ الفكرة الأممية التي يسعون لتحقيقها في إطار من الدعم الخارجي. دور جماعة الإخوان أثناء وبعد الثورة متشابه مع الحالة المصرية؛ تعاون دولي خارجي بهدف تحقيق أحلامها على جثة الوطن، وقامت بتسويق نفسها على أنها قادرة على احتواء التيارات الدينية العنيفة، فتارة تضع يدها في يد عبدالكريم بلحاج، قائد المجلس العسكري للثوار بهدف التنسيق، وتارة تعلن غضبها عليه في محاولة لإيصال رسالة إلى الغرب فحواها أننا ضد العنف ولكننا قادرون على احتوائه في نفس الوقت، وهو ما يجسد طريقة الإخوان القديمة الحديثة وهي اللعب على كل الحبال.