قال الحسين حسان مؤسس حملة مين بيحب مصر إن الحملة استعانت بخبراء تطوير العشوائيات في العالم للارتقاء بالمناطق المهمشة لكى نقدمها لصانعي القرار لعلها تكون خطوة على طريق الحل الدائم لمشاكل الساكنين في العشوائيات والقبور. وأضاف حسان أن معركتنا الأولى هي إخلاء العاصمة من العشش وسكان القبور والنظر لمصير ساكنيها لإفساح المجال لإقامة مشروعات اقتصادية، مضيفا أن العالم من حولنا خاض ويخوض تجارب ناجحة للقضاء على العشوائيات من منطلق إعادة التأهيل فمن قلب العاصمة الصينيةبكين المكتظة بالسكان شرقا إلى المدينة الأولى في البرازيل ريو دي جانيرو غربا يمتلئ العالم بنماذج ناجحة في القضاء على العشوائيات والارتقاء بساكنيها نحو آفاق الحياة الكريمة. وتابع "هناك العديد من دول العالم التي تعاني من العشوائيات.. لكن تعامل هذه الدول مع المشكلة مختلف عما نفعله تماما في مصر فمثلا المكسيك وبوليفيا، واجها هذه المشكلة عن طريق التعاونيات وتقوم الدولة من خلالها بتوفير قطعة الأرض التي يمتلكها سكان العشوائيات على أن يقوموا بمساعدة الجمعيات الأهلية والجهات المانحة بتوفير تكلفة البناء ويأتي دور الدولة بعد ذلك في توفير الاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة. وأضاف أن في مدينة ساو بأولو في البرازيل وهي واحدة من أكبر المدن هناك، التي تعاني العشوائيات لم يسع المسئولون بجهاز المدينة لفرض الحلول على ساكني المناطق العشوائية وبدأت الحكومة البرازيلية في خطة فاعلة للقضاء على العشوائيات ليس فقط ببناء سكن صحي ولكن أيضا بايجاد مساحات خضراء وقاعات للموسيقي والنشاطات المفتوحة. وأوضح أن مثل هذه المشروعات يمكن أن تطبق في مصر لتشابه الظروف لكن المشكلة تكمن في غياب للعدالة الاجتماعية عن التخطيط للسكن على مدى عقود في مصر، لافتا إلى أنه في الوقت الذي يعيش فيه 28 مليون نسمة في العشوائيات هناك 5.8 مليون وحدة سكنية شاغرة لم تستخدم من قبل، وعلي المستوي الرسمي ليس هناك أي تغيير في معالجة أزمة العشوائيات فعندما شاركت مصر في المنتدي الحضاري العالمي الذي تنظمه الأممالمتحدة مصر عرض الوفد المصري برامج النظام السابق وقاموا بعرض خطة القاهرة 2050 التي كنا نعارض تنفيذها على مدى سنوات لأن الهدف الرئيسي منها هو إخلاء العاصمة من العشش لإفساح المجال لإقامة مشروعات اقتصادية دون النظر لمصير ساكنيها. وأضاف ليس هناك أي خطة أو نظام محدد للتخلص من العشوائيات فالدولة مازالت متخلية عن دورها في توفير السكن الملائم والتعليم والصحة حتى المبادرات التي تقوم بها الشخصيات العامة والجمعيات الأهلية لم نر أي نتيجة لها على الأرض. وأشار إلى أن هناك العديد من التجارب الناجحة ففي تركيا نقلت تجربة الصين في إزالة العشوائيات فتحقق لها النجاح خلال عشرة أعوام فقط لا غير والتجربة ببساطة أن الدولة من خلال المحافظات تقوم بشراكة مع البنوك العامة والخاصة بإقامة مجتمعات عمرانية في أطراف المدن تضم كل المرافق من وسائل نقل ووحدات صحية ومتنزهات ويقوم بعمل دراسة اجتماعية وشراء أرض المناطق العشوائية من السكان وتعويضهم بسعر السوق في خلال فترة زمنية محددة وتبني مكان هذه المناطق العشوائية التي تقع غالبًا في وسط المدن أماكن وحدات تجارية غالية الثمن يقوم بشرائها رجال الأعمال والتجار حتى لا تتكلف الدولة شيئًا. وأضاف نحن نتعامل مع تطوير العشوائيات بطريقة عشوائية فرجال الأعمال يريدون أن يشتروا الأراضي التي تقام عليها العشوائيات في قلب العاصمة ليقيموا عليها مشروعات سياحية ونقل سكان العشوائيات لأكتوبر والنهضة بعيدا عن أماكن عملهم هو تفاقم للمشكلة وكذلك ما يزال صندوق تطوير العشوائيات كما هو لم يطرأ عليه جديد ليس هناك أي رؤية واضحة بخصوص العشوائيات حتى المباني التي بنيت بعد الثورة دون ترخيص تمثل عشوائيات جديدة لم يتم إزالتها اكتفينا فقط بإزالة إشغالات الباعة الجائلين. وأشار إلى أن المناطق العشوائية تتركز في 20 حيًا داخل محافظة القاهرة هي(عين شمس - غرب مدينة نصر - شرق مدينة نصر- المرج - المطرية - السلام - منشأة ناصر - الوايلى - الساحل - شبرا - الزيتون - حدائق القبة - الشرابية - روض الفرج - المعادى وطره - حلوان - دار السلام والبساتين - التبين - السيدة زينب - مصر القديمة) ويوجد في حلوان أكبر عدد من المناطق العشوائية أكثر من 15 منطقة وأردف حسان أن تجربة الهند التي تعتبر مدينتها بومباي عاصمة العشوائيات في العالم وضعت مشروع متكامل للقضاء على العشوائيات كانت البداية في عام 1995 وهي المرحلة الأولى للمشروع والتي امتدت حتى عام 2003 تم خلالها استكمال أعمال البنية التحتية في 18 منطقة عشوائية تضم 3843 منزلا. ثم بدأت المرحلة الثانية للمشروع بدءا من عام 2003 معتمدا على الشراكة بين سكان العشوائيات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومة في إطار مشروع متكامل استهدف إنشاء البنية الأساسية إضافة إلى التنمية المجتمعية والعمل على تحسين الظروف البيئية حيث تم إدخال مياه نقية للشرب وتزويد المنازل بالصرف الصحي وبمراحيض خاصة حيث كانوا يعتمدون على المراحيض العامة لكل سكان المنطقة ورصف الطرق وإنارتها وإزالة المخلفات الصلبة منها وزراعة الأشجار.إضافة إلى تشكيل مؤسسات مجتمعية تقوم على توفير خدمات التعليم والصحة والتدريب المهني وبناء القدرات والمهارات وبنهاية عام 2006 تم الانتهاء من تطوير 41منطقة عشوائية يسكنها ما لايقل عن 43.500نسمة وفي هذه المرحلة كانت أعمال التطوير تتم عن طريق مقاولين من القطاع الخاص حيث كان تطوير أي منطقة عشوائية يستغرق ما بين سنة ونصف إلى سنتين.