تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ردود الأفعال على الساحتين السياسية والأدبية على ما قاله البروفيسور الإسرائيلي "عاموس عوز" يوم ميلاده الجمعة الماضية، حيث وصف العصابات اليهودية "شارة الثمن"، و"فتيان التلال" بالنازيين الجدد، وهاجم اليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل الآن. واتفق غالبية السياسيين والأدبيين الإسرائيليين على أن عوز "تجاوز كل الحدود" في إشارة واضحة على التوجه الشعبي نحو اليمين، حيث قال نائب الكنيست "رؤوبين ريفلين" عن الليكود "أقوال عوز تحمل استخفافا بالمحرقة، وهذا التشبيه الفظيع سينتشر في أرجاء العالم، من واجبنا التنديد بافعال "شارة الثمن" ولكن المقارنة بالكارثة ليست في مكانها". أما كتلة البيت اليهودي، فقد قالت إن "التشبيه يؤدي إلى استخفاف خطير بالمحرقة"، وقال الوزير "اوري اريئيل" إنه ليس هناك أي مجال لتشبيه "شارة الثمن"، و"فتيان التلال" الذين يثقبون الإطارات ويكتبون الشعارات، بالنازية التي كل جوهرها ابادة الشعوب الاخرى باسم التفوق العرقي". كما قال النائب "يوني شتبون" من البيت اليهودي أن "بريق عوز الذي سعى لأن يكون أحد أنبياء الثقافة الإسرائيلية بدأ في الخسوف". وفي المقابل أوضح "ياريف أوفنهايمر"، أمين عام حركة "السلام الآن" الحقوقية، أنه "لو كانت أفعال شارة الثمن وقعت ضد اليهود في أوروبا، ما كنا سمعنا في إسرائيل من يشكو من التشبيه بالنازية الجديدة". أما على الساحة الأدبية فقد قال الشاعر "ناتان زاخ" "لا يوجد لدينا هتلر، ولا أعرف إن كان لدينا نازيون، ولكن يوجد لدينا إرهابيون عبريون، يهود "شارة الثمن" سيخربون الهيكل الثالث، إنهم إرهابيون بكل معنى الكلمة". أما الكاتبة "رونيت ميتلون" فقد قالت "أعرف ما قصده عاموس بتشبيهه، رغم أني ما كنت لأستخدم التشبيه بالنازية، ولكني أوافق على مقصده، فالحديث يدور عن مجموعة صبيانية إجرامية، فظيعة، عنصرية، ولا يفعل أحد ما يكفي لوقفها، فهذا اللقاء الشيطاني بين اليهودية والقوة سيؤدي إلى نهاية الصهيونية". أما البروفيسور عاموس عوز فقد رد على هذا الصخب قائلا "فكرت جيدا بما قلته، فعندما أتحدث أمام الجمهور أستعد لساعات وأفكر في كل كلمة، فأنا رجل الكلمات، هذه مهنتي". جدير بالذكر، أن الكاتب الإسرائيلي قد صرح أمام مدعوين كانوا يحتفلون ببلوغه الخامسة والسبعين "هناك أسماء لطيفة تستخدم لوصف المسخ، الذي لا بد من تسميته بما هو عليه: مجموعات من النازيين الجدد العبرانيين، إن مجموعاتنا من النازيين الجدد تستفيد من دعم عدد من القوميين وحتى من نواب عنصريين ومن حاخامات يقدمون لها بحسب رأيي تبريرات دينية".