“,”أفخر إنني أنتمى لعصر لم يكن فيه أحد يسأل عن ديانة الآخر بل عن أخلاقه، وحزين على ما يحدث الآن في مصر“,” كانت هذه هي آخر الكلمات التي نطق بها الإعلامي الراحل حبيب في تعليقه على ما تشهده مصر حالياً من أحداث سياسية واجتماعية وانهيار على كافة الصعد. هو أول من أجرى حوارًا مع الملكة الأخيرة لمصر ناريمان، وهو الهادئ والجريء الذي لم يكن يرى الإعلام كما يقدمه كثيرون الآن، فعكف على حمل شعلة تثقيفية وتنويرية مهمة، مؤمنًا بأن له دوراً في رسالة هادفة تعمل على إثراء حياة المواطن بجديد ذات قيمة، وإلا فلا جدوى ولا ضرورة من كونه إعلاميًا. ولد في عام 1936، وتخرج في كلية الحقوق، إلا أن الحياة أجبرته على طريق آخر غير مهنة المحاماة، فعمل بعد تخرجه في جريدة ''الأخبار''، والتحق بعدها بجريدة ''الأهرام'' في قسمها الرياضي. وبدأ العمل في التلفزيون المصري منذ عام 1970، وقدم أول برنامج جماهيري له “,”اثنين على الهوى“,”، وقدم بعد ذلك العديد من البرامج كان أبرزها: ''أوتوجراف'' الذي قدم في أولى حلقاته حوارًا مع سيدة مصر الأولى آنذاك، جيهان السادات، وبرنامج ''أهلًا وسهلًا''، و''حروف وألوف''، و''فلاش''، و''طارق حبيب يتذكر''. وتميز في تسجيل أول لقاءات له مع الأدباء الكبار، وفي مقدمتهم طه حسين، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، واستضاف عدداً كبيراً من الممثلين، والمغنين، والملحنين والكتاب، وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ومحمود المليجي، وحسين فهمى، ومحمود ياسين، وعدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة. راودته فكرة أن يحمي تاريخ مصر في أهم مراحله، وأن يكشف الحقيقة باقتفاء آثار الماضي ورواياته المختلفة فقرر أن يُطلع المصريين على ''الملفات السرية لثورة يوليو 52''. كان برنامج ''كرسي الاعتراف'' هو آخر برامجه التي عاد بها بعد انقطاع عن شاشة التليفزيون دام لسنوات، بدأ بتجاهل النظام السابق لعرض برامجه، وانتهى برفض أكثر من طلب له بإجراء حوار مع الرئيس السابق مبارك. ورحل طارق حبيب عن عالمنا، ورحل معه حلمه بإعلام ملتز ومحترم يثري الحياة الفنية والثقافية والسياسية بما هو قيم حيادي، لكنه تاركًا لنا تاريخًا مهماً نذكره به، ونتذكر معه أيام وأعلام في حياة مصر.