إحدى الجمهوريات الشقيقة ألا وهي جمهورية مصر العربية اعتمدت على منتجات الصين في كل شيء، وللأسف معظم تلك المنتجات أو جميعها فرز سادس " سكة "، لا يعمر طويلا، نظرًا لرداءة التصنيع بناءً على طلب المستهلك " بندور على الرخيص "، حتى حينما وصل إلى حكم مصر أول رئيس مدني منتخب يبدو أنه كان " سكة "، أو قل: إن شئت أسوأ من منتجات الصين المضروبة، فلم يعمر طويلا، سنة بالتمام والكمال ذاق فيها الشعب الأمرّين من الرئيس الصيني محمد مرسي، وتم خلعه، وهو الآن يحاكم بتهم كثيرة، ولم يجرؤ صحفي أو إعلامي على الوصول لمحمد مرسي؛ أول رئيس في العالم يحاكم في قفص زجاجي لمنع ثرثرته التي تضر بأمن البلاد والعباد، ولكن صحيفة الجمهورية بتاعتي اليوم استطاعت أن تصل إلى محمد مرسي وكان لنا معه هذا الحوار: - الرئيس المعزول محمد مرسي أخبارك إيه في السجن ؟ الأمل موجود وأنا صامد بإذن الله، وعائد بشرعيتي قريبا بنصر مبين. - كيف ترى ما حصل بعد 30 يونيو وخروج الشعب في الميادين وعزلك من منصبك ؟ شعب إيه ؟ وميادين إيه ؟ كل ده فوتوشوب ومعروف للجميع، واللي أخرجه خالد يوسف هو معروف من زمان إنه أحسن واحد بيصور مجاميع، يعني وارد يكونوا صوروا الكلام ده في مدينة الإنتاج الإعلامي، والشعب طيب وبيصدق.. - حضرتك منزلتش الشارع ؟؟ الناس فعلا نزلت وتمردت عليك وعلى جماعتك. تمرد مين؟!! ده تهريج وكلام فاضي، إنت مصدق أن شوية عيال يعملوا كل ده؟ وبعدين إذا كانوا هما جمعوا 30 مليون توقيع زي ما بيقولوا المؤيدين بتوعي كانوا في رابعة أكتر من 50 مليون.. - يعني اللي كانوا واقفين في إشارة رابعة العدوية يصل عددهم لخمسين مليون ؟ الحق أبلج والباطل لجلج، وأنا لا أكذب، والشرعية معي، وعائدون بإذن الله وبمساعدة الأمريكان. - تتحدثون باسم الدين وحليفكم الأول الأمريكان، ألا ترى تناقضًا في هذه المعادلة ؟ مصر عندها موارد، الأخ أوباما يقدر جماعة الإخوان جيدا، ويرى أنها الأنسب لحكم مصر، فهو من أشد الداعمين للشرعية ولصندوق الانتخابات الذي أتى بي للحكم. - صندوق الانتخابات يعني أن شعب يدلي بصوته والشعب خرج وعزلك أنت وجماعة الإخوان.. احنا جلدنا تخين، ومحدش يقدر يعزلنا، وليعلم الجميع أن الحق أبلج والباطل لجلج، ونحن عائدون بإذن الله ومعنا الشرعية.. - وعدت في البداية في برنامجك الانتخابي أن في خلال 100 يوم ستحل أزمات كثيرة ولم تحقق أي إنجاز يذكر ؟ أنا لم أعد بشيء، وهذا البرنامج خاص بالأخ خيرت الشاطر، وكما تعلم أن مصر غير قابلة للانضغاط، وهذا ما أثر على تحقيق البرنامج وشعور المواطن بالنهضة، والمشكلة العويصة هي أني كنت كل أما أحط إيدي هنا ألاقي تعابين، أحط إيدي هنا ألاقي عقارب، وأنا الرئيس الشرعي لمصر. - كان من الواضح أن جماعة الإخوان تملي عليك القرارات ؟ غير صحيح، كان بالفعل يأتيني كل يوم وفي الصباح الباكر مظروف مغلق من مكتب الإرشاد ومكتوب عليه سري للغاية، ولكنه كان لا يحتوي إلا على وِرد الرابطة وأذكار الصباح والمساء. - لماذا اتجهتم سريعا مع بداية وصولكم إلى الحكم لأخونة مؤسسات ومفاصل الدولة في المناصب القيادية ؟ الجسد المصري ضخم، وبه إمكانيات كبيرة، والوطن واسع، وكان لازم كلنا نحضن بعض عشان نعدي من عنق الزجاجة.. كله بالحب". - لو عدت للحكم مرة أخرى، وهذا لن يكون، ما هو أول قرار ستتخذه؟ كان فاضل صباعين تلاتة بيلعبوا مقطعتهمش هاقطعهم؛ لأن أحد هذه الأصابع جاءني من حيث ترفّعت أنا على أن أتداخل معه. - عودت المصريين طوال عام على الخطابات الطويلة، فتساءل البعض عن نوعية الصنف الذي تتعاطاه ويجعلك قادرًا على الوقوف لأكثر من 3 ساعات. الحمام والبط مفيد ومغذي، وكانوا بيدوني حبوب كده في الرئاسة كانت بتسهرني وتخليني فايق . - تعليقك على سخرية المصريين من سلطانية الفلسفة التي لبستها في باكستان ؟ كنت مفكرها حفلة تنكرية، والسلطانية دي المرشد هو اللي أعطاها لي وقالي البسها عشان مافيش حد يعرفك. - خطاباتك كانت مضحكة وتستدعي سخرية المصريين، وكان من المفترض قبل إذاعة خطاباتك أن يقولوا: هذا الرئيس ساخر هزلي غير حقيقي غير موضوعي وغير محايد، والأحداث الواردة بخطاباته خيالية لا تمت للواقع بصلة. سيبك من كل ده، الأزمة كانت في مترجمين الإشارة لإخواتنا الصم والبكم، فبعد 3 خطابات انتحر خمسة واعتزل الكثيرون، وهرب عدد منهم لجهات غير معلومة، وبعدين مكتب الإرشاد بعت واحد تبعنا معاه دبلوم زراعة بس فاهم في لغة الإشارة يترجم.. - في خطاباتك كنت تعتمد على حشد أكبر قدر من الهتّيفة، وأجمل ما في خطاباتك هو الألتراس الذي كان يجلس في الصفوف الخلفية "كان ناقص يقولوا اديها مية اديها نار محمد مرسي رئيس جبار". هم شباب الجماعة حفظهم الله. - بعد وصلات الردح في الخطابات كنا في انتظار خطاب لك وأنت ترتدي جلابية فلاحي وعِمة، وتطلع ومعاك كام عود قصب. كنت ناوي أعملها بس محصلش نصيب، إن شاء الله لو رجعت أوعدك أعمل كده.. وفي نهاية حوارنا مع الرئيس المعزول كما قرأتم لم نصل لأي معلومة مفيدة، ننصح القائمين على شئون إدارة جمهورية مصر العربية بالاستفادة من هذا الكنز محمد مرسي، فمن الممكن تسجيل خطابات له من داخل السجن للقضاء على الاكتئاب في مصر والعالم، وحينها سيزدهر الاقتصاد؛ لأن بيع الخطابات لقنوات كبيرة على أنها سيت كوم أو ستاند آب كوميدي سينعش الاقتصاد وسيدر الأموال الطائلة على المصريين.. هذا الحوار لاسع وغير حقيقي كتبه / محمد الزمزمي.