رفض الحرس الثوري الإيراني الداعم الأقوى للنظام السوري الأسد، أي حل للأزمة لا يكون بشار جزءًا منه، في الوقت الذي أبدى فيه مسئولون إيرانيون إحباطهم نتيجة عدم قدرة الأسد على القضاء على جماعات المعارضة المختلفة، وعجزه عن السيطرة على جميع أنحاء الدولة. وأكد الحرس الثوري وفيلق القدس، رفضهما التفريط بالأسد في أي اتفاق إقليمي أو دولي. وقال مصدر مقرب من قائد فيلق القدس قاسم سليماني: إن على المسئولين الإيرانيين العمل على أساس أن بشار رئيس لسوريا وإذا ما حصل له شيء فإن شقيقه ماهر هو من سيخلفه في قيادة البلاد. وبات واضحًا أن لإيران دورًا كبيرًا في منع انهيار الاقتصاد السوري، فقد فتحت ائتمانًا بقيمة 3.6 مليار دولار لدمشق، واستطاعت دمشق، بفضل هذا الائتمان، شراء مشتقات النفط من طهران والمساهمة في تقوية العملة السورية (الليرة)، التي فقدت الكثير من قيمتها في السنوات الأخيرة. وكانت عائدات الحكومة السورية تراجعت بصورة كبيرة بعد أن منعت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية تصدير النفط من دمشق، كما فقدت دمشق حوالي سبعة مليارات دولار أميركي من عائدات السياحة السنوية. ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية هذا الأسبوع، فإن إيران قدمت أيضًا 30 ألف طن من الإمدادات الغذائية إلى سوريا مؤخرًا من أجل مساعدة الحكومة السورية على التعامل مع نقص الغذاء الذي سببته الحرب الأهلية. وصرح نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان بأن المساعدات الإيرانيةلسوريا تقتصر على السلع الإنسانية، إلا أن ذلك لا يصدقه أحد لأنه بالإضافة إلى تقديم مليارات الدولارات على شكل ائتمان ومساعدات اقتصادية، لعبت إيران دورًا محوريّا من خلال حليفها حزب الله إضافةً إلى خبراء فيلق القدس – وهي وحدة من القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني – وذلك من خلال تقديم الدعم العسكري والمخابراتي والاستشارات الجيوسياسية والاستراتيجية. وهو ما ساعد حكومة الأسد على الحفاظ على سلطتها خلال السنوات الثلاث الماضية من الصراع.