حاول اختراق مصر في عهد "مرسي" والتقي عصام الحداد سرا بهدف إنشاء جهاز أمنى مواز ل "الأمن الوطنى" لعب دورا رئيسيا فى تمويل الرئيس السورى بشار الأسد ب 7 مليارات دولار لقمع الثوار أمريكا تضعه على قوائم الإرهاب وتصنفه بأنه الشخص الأكثر تأثيرا فى الشرق الأوسط لا يظهر إلا في احتفالات المحاربين القدماء.. لا يتكلم مع أحد ولا يعلق يحضر الاجتماعات الرسمية للاستماع فقط يقوم بتنسيق الهجمات فى سوريا وتدريب الميليشيات.. وتمكن من تركيب نظام يستطيع من خلاله مراقبة اتصالات الثوار ينشر قواته فى جميع أنحاء سوريا لحماية نظام الأسد.. وقاد حروبا سرية فى تايلاندونيودلهي ولاجوس ونيروبي رجل بألف وجه وعقل يتحرك من منطلق خلفيته الاستخباراتية.. أشبه ب "الصواريخ العابرة للقارات " يلعب عاملا مشتركا ودورا رئيسيا فى جموع الحروب التى تشهدها المنطقة العربية خصوصا تلك المتعلقة بالمد الشيعى .. إنه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والتى ترددت أنباء مؤخرا حول وصوله إلى اليمن لقيادة حرب جماعة الحوثى ضد مايسمى ب "عاصفة الحزم" التى تشنها 5 دول خليجية بجانب 5 دول أخرى عربية على رأسها مصر.. وسواء ثبت صحة الأنباء حول تواجده باليمن من عدمه فهو يلعب دورا هاما فى الحرب الدائرة الآن خصوصا أن جماعة الحوثى هى جماعة شيعية وتميل بالولاء للنظام الإيرانى. من جانبه قال موقع دبكا الوثيق الصلة بالمخابرات الإسرائيلية إن إيران استغرقت يومين لاستعادة توازنها بعد الهجوم الجوي والبحري السعودي المصري على الحوثيين باليمن ،والمعروف باسم عاصفة الحزم . وأشار الموقع إلى أنه في يوم 27 مارس أعلنت مصادر إيرانية إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني تم إرساله إلى اليمن لإدارة المعركة هناك،وهذا ما أكدته وسائل الإعلام الإيرانية, ولفت الموقع أن هذه هي الجبهة الحربية الثالثة بالشرق الأوسط التي يشرف عليها سليماني ،حيث يشرف على المعركة الدائرة في سوريا بمنطقة الجولان ،وكذلك يشرف على المعركة القائمة ضد داعش في العراق والآن أصبح يشرف على المعركة الثالثة في اليمن. وأوضح الموقع أن هذا القرار يعني أن القيادة الإيرانية لن تتنازل عن تحقيق أهدافها المشتركة مع الحوثيين في اليمن وأنها لن تتخلى عن عناصر الجيش اليمني التي انضمت إليهم بعد سيطرتهم على أجزاء كبيرة من اليمن بما فيها الساحل البحري المطل على البحر الأحمر. وقال الموقع إن قوات الحوثيين وعناصر الجيش الداعمة لهم استطاعوا السيطرة على مدينة عدن القريبة من مضيق باب المندب الذي يعد المدخل الرئيسي للسفن من البحر الحمر إلى الخليج العربي وكذلك إلى المحيط الهندي وقناة السويس بما يعني أن هذا المضيق يربط أيضا بين البحرين الأحمر والمتوسط. ولفت الموقع إلى أن طهران تعد خطوة الاستيلاء على اليمن من قبل حلفائها الحوثيين تساهم في دعم موقفها خلال المحادثات النووية مع الولاياتالمتحدة وباقي دول 5+1, ورغم ذلك تستمر إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما في القول بإنه لا توجد صلة بين القضيتين وأن المحادثات مستمرة مع توقعات بتوقيع اتفاق في الفترة المقبلة ،بينما تستمر الأوضاع في الشرق الأوسط في تدهور بسبب الحرب بين السنة والشيعة القائمة في عدة مناطق حاليا. وأكد "دبكا", أن من بين القرارات التي سوف يتخذها "سليماني" تتعلق بإمكانية مشاركة سلاحي الجو والبحرية الإيرانيين في الحرب ضد مصر والسعودية. وأضاف أن الهدف المصري السعودي هو منع وصول الدعم الإيراني إلى الحوثيين سواء عن طريق الجو أو البحر بينما يسعى "سليماني" إلى وجود طرق بديلة لوصول الدعم إلى حلفائه. ومن جانبها نفت إيران صحة الأنباء التي تحدثت عن حضور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، في اليمن. ونشرت وكالة تابعة للحرس الثوري الإيراني صورة لسليماني وهو جالس بجنب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وذلك أثناء مجلس عزاء أقيم في طهران مساء الجمعة بمناسبة ذكرى وفاة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد (ص)، وهي صورة مأخوذة عن الموقع الرسمي التابع للمرشد الأعلى. وذكرت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني أن الوكالات التي تحدثت عن وجود سليماني في اليمن تهدف إلى الإيحاء بأن إيران أرسلت قوات إلى اليمن للتدخل هناك, ويبدو أن إيران تريد الخروج من ورطة حلفائها الحوثيين من خلال نفي أي حضور عسكري لها في اليمن ودعوتها إلى حوار بين الأطراف هناك، رغم إعلان العديد من قادتها دعمهم الكامل للتمرد الحوثي. وعلى أية حال فإن سليماني لن يكون بعيدا عن هذه المعركة كما أنه لم يكن بعيدا عن المعارك الدائرة في العراق منذ حربها مع إيران وحتى هذه اللحظة وكذلك لم يكن بعيدا عما يحدث في سوريا وغيرها من بلدان العالم التي تتشابك فيها المصالح مع مصالح إيران العليا. ووفقا ل "ديكستر فليكينز" الصحفي بجريدة نيويوركر الأمريكية فإن قاسم سليماني الضئيل من الناحية الجسدية بشعره الفضي ولحيته القصيرة، كان هو من يقف وراء تشكيل مجموعة صغيرة تشكلت وقت حرب الدفاع المقدس وهو الاسم الذي يطلقه الإيرانيون على الحرب "العراقية – الإيرانية" التي استمرت لثمان سنوات وراح ضحيتها أكثر من مليون قتيل. وعلى الرغم من أنها كانت حربا كارثية، إلا أنها كانت بداية ثلاثة عقود من بناء دائرة التأثير الشيعية التي كان مركزها طهران وتمتد حتى العراق، سوريا، لبنان، وشرق المتوسط. وأوضح فليكينز أن سليماني عندما تولى قيادة فيلق القدس عمل على إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، وكان يعمل كوسيط أحيانا وكقوة عسكرية أحيانا أخرى، فمن اغتيال الأعداء إلى تسليح الحلفاء، ولأكثر من عقد كان عمله توجيه الشبكات الشيعية المسلحة داخل العراق. علاوة على ذلك كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على شخص سليماني بسبب دوره في دعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد أو في مساندة الإرهاب. ولفت الكاتب الأمريكي إلى أنه رغم إدارته للعمليات والعملاء حول العالم، إلا أن سليماني يكاد يكون غير مرئي للعالم الخارجي، مؤكدا أنه الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط بحسب "جون ماجير" ضابط الاستخبارات الأمريكية السابق الذي خدم في العراق. واستكمل الكاتب بأن سليماني لا يظهر إلا في احتفالات المحاربين القدماء، أو لمقابلة مرشد الثورة الإيرانية، وهو شخص هادئ نادرا ما يعلو صوته، فهو ذلك الرجل الذي عندما يدخل غرفة بها عدد من الناس، يذهب فيجلس وحيدا في ركن الغرفة، لا يتكلم، ولا يعلق، فقط يجلس ويستمع. وقال فليكنز إنه على الرغم من الأثر الشديد للعقوبات الاقتصادية على إيران، إلا أن الإيرانيين استمروا في دعم نظام الأسد بمليارات الدولارات ،حيث تشير التقديرات إنهم دعموه بأكثر من 7 مليارات دولار، ولا يفكر الإيرانيون بحسابات الدولار عندما يدعمون الأسد، فإنهم يرون خسارته خطرا وجوديا ولذلك يعمل سليمانى بكل للحفاظ على هذا النظام. وكان سليماني قد طلب من أحد القيادات الكردية في العراق السماح له بفتح طريق إلى سوريا عبر شمال العراق، لأنه يعلم أن جنود الأسد لا يقاتلون، وعندما يفعلون فهم يذبحون المدنيين فقط فالجيش السوري لا فائدة له ،وهذا ما قاله سليماني لسياسي عراقي وفقا للكاتب الأمريكي. ومنذ اندلاع الثورة السورية بدأ سليماني يسافر بشكل دوري إلى دمشق، حيث يدير المعركة هناك بنفسه حسبما قال أحد المسئولين الأمريكيين. ووفقا للمعلومات القادمة من دمشق فهو يدير المعركة من مبنى محصن بشدة، حيث كون بنفسه سلسلة من القادة متعددي الجنسيات الذين يديرون الحرب، بينهم قادة الجيش السوري، وقادة من حزب الله، وممثل للميليشيات الشيعية في العراق وإن كان سليماني لم يستطع أن يحضر الباسيج وهي قوات التعبئة الإيرانية التي تعد الأقوى للحرس الثوري ،فإنه أحضر ثاني أفضل فرقة عسكرية إلى سوريا وهي لواء حسين حميداني نائب القائد السابق للباسيج، رفيقه في السلاح سابقا أثناء حرب العراقوإيران، والذي يعد خبيرا في إدارة الميليشيات غير النظامية مثل التي تشكلها إيران لحماية الأسد من السقوط. وقد استغل سليماني كل شيء في سوريا حيث نسق الهجمات، ودرب الميليشيات، وتمكن من تركيب نظام يستطيع من خلاله مراقبة اتصالات الثوار، بل واستطاع أن ينسق بين الأجهزة الأمنية في نظام الأسد التي صممت للتجسس على بعضها ،ووفقا لمسئول عربي فإن عدد أفراد فيلق القدس بالإضافة لأفراد الميليشيات الشيعية التي تم نشرها لحماية الأسد الآف الجنود وينتشرون في كل أنحاء البلاد. وعندما استطاع الثوار استعادة مدينة القصير من يد المليشيات الشيعية تواصل سليماني مع حسن نصر الله ليرسل له أكثر من ألفين مقاتل، ولم يحتج نصر الله إلى إقناع، فالقصير هي مدخل البقاع معقل حزب الله وإغلاقها يعني أن حزب الله لن يمكنه البقاء ،لذلك فقد حاصر الحزب المدينة، وقطع الطرق المؤدية إليها ،وانتهت هذه العملية التي قادها سليماني بنفسه بسقوط المدينة في يديه، الأمر الذي اعده نصرا عظيما بالنسبة له. ويعد سليماني من الرجال المدافعين بقوة والمحافظين على وجود النظام السلطوي الإيراني، ففي يوليو 1999 وفي ذروة المظاهرات الطلابية في إيران، أرسل سليماني مع عدد آخر من قيادات الحرس الثوري رسالة موقعة بأسمائهم إلى الرئيس محمد خاتمي يحذرونه من الإطاحة به في حالة عدم تمكنه من قمع التظاهرات.. كما يصفوه المسئولون بالشخص المؤمن بالإسلام، المؤمن بالثورة، له علاقات بالجميع، وسائله في السيطرة تتنوع بين الرشاوى التي يدفعها للعديدين عبر الشرق الأوسط، ولا تنتهي بالتهديد والترهيب الذي يستخدمه حين يحتاج، ولا يلجأ للقتل إلا في النهاية. ووصفه رئيس الموساد الإسرائيلى بالذكي سياسيا حيث يعمل مع الجميع داخل النظام الإيراني، كما أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يخصص له وقفًا بثروة صغيرة ينفق منه. وأضاف الكاتب الأمريكي أن دور سليماني لم يتوقف عند الشرق الأوسط فقط فقد أدار عمليات في أماكن بعيدة للغاية مثل تايلاند، نيودلهي، لاجوس ونيروبي، وقد وصلت هذه العمليات إلى ثلاثين عملية على الأقل بين عامي 2012و2013، أهمها كانت عملية فاشلة في واشنطن، عندما حاول فيلق القدس اغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة عن طريق مهرب مخدرات مكسيكي اتضح لاحقًا أنه عميل للسلطات الأمريكية، وبعد تلك العملية نصح مسئولون سابقون لجنة من الكونجرس باغتيال سليماني. وأوضح الكاتب أن سليماني نشأ فقيرًا، وعمل محاولاً مساعدة والده الذي كان على وشك القبض عليه بواسطة الشرطة الإيرانية كونه لم يستطع رد الدين الذي اقترضه من حكومة الشاة، ولكنه كان يملك طموحًا عظيمًا وكان سليماني يتنقل بين الصالات الرياضية ممتلأ بروح الثورة التي كانت تسود ذلك الوقت، ومع سماعه لخطب شيخ رحالة في رمضان، أصبح ملهمًا بشدة باحتمالية قيام ثورة إسلامية, وعندما أطاحت الثورة بالشاة في عام 1979، انضم سليماني إلى الحرس الثوري، وترقى بسرعة شديدة رغم كونه لم يحصل على تدريب متقدم، وربما لم يتجاوز تدريبه 45 يومًا، إلا أنه كان شابًا متحمسًا وأراد أن يخدم الثورة كما الجميع حسبما قال عن نفسه في مقابلة في عام 2005. ولفت الكاتب أنه أثناء الحرب العراقية وبعد 18 شهرًا من الثورة، ذهب سليماني إلى مهمة بسيطة على الجبهة لمدة خمسة عشر يومًا تتضمن إمداد المقاتلين بالماء، إلا أنه لم يعد إلا مع نهاية الحرب. وبقيادة سليماني أصبح فيلق القدس منظمة قادرة على الوصول إلى كل مكان، بفروع تركز على عمليات الاستخبارات، وأخرى للتمويل، وثالثة للضغط السياسي، وغيرها للعمليات الخاصة. فبعد توليه المنصب عام 1998، بدأ سليماني في توطيد علاقاته في لبنان، مع حسن نصر الله وعماد مغنية، ووقتها كانت إسرائيل قد احتلت لبنان منذ 16 عامًا، وحزب الله كان يتوق للسيطرة على لبنان، مما سمح لسليماني بأن يكون له وجودا قويا للغاية هناك، حيث كان دعمه لحزب الله سببا رئيسيا في الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000. ومنذ ذلك الوقت وفيلق القدس يقدم دعمًا لمختلف الفصائل المسلحة ضد أمريكا وحلفائها في المنطقة مثل السعودية والبحرين، وتجاوز الدعم أيضا الشيعة ليصل لدعم حماس في فلسطين وفقا لفليكينز. ونقل الكاتب عن دبلوماسي غربي في بغداد إن أحدا في إيران لم يخطط لبناء محور المقاومة ، لكن الفرص كانت مواتية لسليماني الذي استطاع أن يبني ذلك المحور، ببطء لكن بثبات. واستكمل الكاتب أنه خلال الأيام الفوضوية التي تلت هجمات 11 سبتمبر من عام 2001، وفي مفاوضات سرية بين الإيرانيين والأمريكيين الذين قطعت بينهم العلاقات رسميا منذ العام الأول للثورة الإسلامية، كان واضحا أن الإيرانيين يتواصلون أثناء التفاوض مع سليماني والذي كانوا يشيرون إليه ب "حاج قاسم"، ووفقا للمصادر فإنه كان مرنًا في التفاوض، لكنه لم يكن يكتب أي شيء، فقد كان أذكى من أن يترك للأمريكيين شيئًا مكتوبا. وقبل حرب أفغانستان بأيام، وفي بداية أكتوبر 2001 بدا أن صبر الإيرانيين قد نفد تجاه إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن ؛ حيث اعتقدوا أن الأمريكيين سينتظروا طويلاً قبل مهاجمة طالبان، التي أراد الإيرانيون مهاجمتها بشدة.. لكن التعاون بين طهران وواشنطن استمر خلال مراحل الحرب الأولى التي راح ضحيتها آلاف الأفغان المدنيين، في مرحلة ما، وسلم "سليماني" نظيره الأمريكي خريطة مؤشرة، وقال له :"هذه نصيحتنا، اضربهم هنا أولاً، ثم هنا"، ورغم ذلك ففي يناير 2002 قال بوش إن إيران جزءًا مما سماه "محور الشر"، ما أغضب سليماني بشده وأشعره بالخيانة , ومع اندلاع حرب العراق تعقدت المصالح، فمع تراجع حدة الاحتلال الأمريكي تزايدت الحدة الإيرانية، مع تشكيل "فيلق بدر" الذي بدأ في الثأر من البعثيين، وتصفية كوادر السنة في العراق وكف يديه تمامًا عن محاربة الأمريكيين. تشكلت أيضًا ميليشيا مدعومة من إيران، تحت مسمى جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وكلاهما تلقى تدريبات مباشرة من فيلق القدس.. لكن سليماني حاول استغلال الغضب السني من الأمريكيين، وأجرى محادثات مع رئيس مخابرات سوريا ليسمح للإسلاميين السنة بالدخول إلى العراق لقتال الأمريكيين، وتواردت أنباء عن أن القاعدة تعمل من داخل إيران حيث تجهز لضربات ضد المصالح الأمريكية في السعودية، وبعد قليل من ورود تلك الأخبار، استطاعت القاعدة تفجير مجمع سكني وقتل 35 شخصًا بينهم 8 أمريكيين. وعلى مدار سنوات الاحتلال التالية تصاعد نشاط الميليشيات الشيعية ضد السنة، الذين شكلوا تنظيمات مسلحة شاركت في الحرب الأهلية ضد الأمريكيين الذين عانوا من عمليات سليماني ضدهم عن طريق ميليشيا جيش المهدي وغيرها، وكان لقائد فيلق القدس دور الوساطة في اتفاق تهدئة بين الحكومة العراقية والأمريكيين من جهة وبين جيش المهدي من جهة أخرى. وفي بعض الأحيان كان يبدو أن سليماني يستمتع باستفزاز نظرائه الأمريكيين، وازداد هذا الأمر في صيف 2006 أثناء حرب إسرائيل على لبنان، حيث تناقصت الهجمات على القوات الأمريكية في العراق بشكل ملحوظ، وبعد انتهاء الحرب أرسل سليماني برسالة إلى قائد عسكري أمريكي يقول فيها "أتمنى أن تكونوا تنعمون بالأمن والهدوء في بغداد"، مضيفا "لقد كنت مشغولاً في بيروت". ووفقا للكاتب الأمريكي فإن تأثير سليماني في لبنان يتجاوز كل شيء إلى حادثة اغتيال رفيق الحريري في فبراير 2005 فالمحققون الأمميون يعتقدون أن حزب الله هو المسئول عن هذا الحادث، إلا أنه لم يكن له أن يفعل ذلك بدون دعم حقيقي من إيران وسوريا. وإن كانت إيران متورطة، فسليماني بالتأكيد هو مركز ذلك ووفقا لروبرت باير ضابط كبير في الاستخبارات الأمريكية عمل في العراق فإن تشكيل الحكومة بقيادة نوري المالكي بمثابة إعلام للأمريكيين بأن سليماني قد أخرجهم من العراق تمامًا، فبينما كانوا يهنئون العراقيين، كان المالكي وتحالفه يصرون على أن يغادر الأمريكيون العراق وفي سوريا وعندما كان نظام الأسد قاب قوسين أو أدنى من السقوط، رصد الأمريكيون تجهيزات لقنبلة محملة بغاز السارين السام، فيما يبدو إعدادا لهجمة كيميائية شرسة، على الفور تواصل الأمريكيون مع الروس، الذين تواصلوا بدورهم مع الإيرانيين، حيث استطاع سليماني إقناع الأسد بأن يمتنع عن استخدام ذلك السلاح في حينه. وربما أكبر نجاحات سليماني فيما يتعلق بالملف السوري وفقا للكاتب الأمريكي هو استخدام نفوذه على العراق للسماح باستخدام الأجواء العراقية في نقل ما يحتاجه الأسد من جنود وعتاد إلى سوريا من إيران عبر العراق، حيث أن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي لم يعارض استخدام الأراضي العراقية لإرسال مساعدات إلى نظام الأسد، فرغم أنه يكره الأسد ونظامه، إلا أنه يبغض جبهةالنصرة ولن يسره أن يرى حكومة للقاعدة في دمشق. وكان سليماني قد حاول أيضا اختراق المجتمع المصري في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي مستغلا عامل مشترك بينهما وهو الحكم الإسلامي رغم الاختلاف المذهبي حيث كشفت صحيفة تايمز البريطانية وقتها إن الحكومة الإسلامية بقيادة مرسي في مصر سعت للحصول على دعم سري إيراني لها لتعزيز سيطرتها على السلطة. وانفردت صحيفة التايمز وقتها بالكشف عن زيارة لسليماني إلى العاصمة المصرية القاهرة، والتي استمرت ليومين وأجريت خلالها محادثات مع مسئولين رفيعين مقربين من الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي. وأكد التقرير أن مرسي سعى للحصول على دعم سري إيراني لها لتعزيز سيطرتها على السلطة، الأمر الذي كان سيمثل ضربة أخرى لعلاقة القاهرة الهشة مع الغرب. وأشار التقرير أيضا إلى أن سليماني الذي يشرف على نشاط الميلشيات المسلحة المقربة من إيران في المنطقة أمثال حزب الله وحماس، جاءت بناء على دعوة من الرئيس الأسبق وداعميه الأقوياء في جماعة الإخوان المسلمين. حيث التقى سليماني حينها بعصام الحداد مستشار مرسي للشئون الخارجية وبمسئولين من جماعة الإخوان المسلمين لبحث دعم حكومتهم في مجال بناء جهازها الأمني والمخابراتي، وبشكل مستقل عن أجهزة الأمن الوطني التي يسيطر عليها الجيش المصري على غرار النسق الإيراني. يذكر أن سليماني من مواليد 11مارس 1955 وهو قائد عسكري إيراني قائد فيلق القدس وهي فرقة تابعة لحرس الثورة الإسلامية يصنف من قبل أمريكا كإرهابي .. خلال الحرب العراقيةالإيرانية، قاد فيلق 41 ثار الله وهو فيلق محافظة كرمان وفي سنة 1998 تم تعيينه قائدا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري خلفاً لأحمد وحيدي.. في 24 يناير 2011 تم ترقية قاسم سليماني من اللواء إلى رتبة الفريق على يد المرشد الأعلى للحكومة الإيرانية علي خامنئي وكان سليماني قد التحق بفيلق الحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقيةالإيرانية ثم تمت ترقيته ليصبح واحدًا من بين 10 قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود. يقال عن سليماني إنه ليس قائد فيلق موجود بالاسم ولا مهمات له بل هو مسئول العلاقات الخارجية السرية لإيران، بمعنى أنه يدير مشروع التمدد الإيراني في العالم بأسره، وليس في المنطقة العربية وحدها. ومن خلال العمليات التي قام بها في العراق وعدد من الدول الأخرى حصل على لقب أقوى مسئول أمني في الشرق الأوسط. وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على جلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سوريا بعدما بدا أن النظام السوري على وشك الانهيار، وذلك لأن سوريا تشكل نقطة أساسية في محور طهران - بغداد – دمشق - بيروت، في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة.