اتهم مسئولون أمريكيون كبار في تصريحات الجمعة ايران بتزويد سوريا بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقال أحد هؤلاء المسئولين ان الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الايراني، زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، واعتبر ان هذه الزيارة تمثل أبرز مؤشر على ان المساعدة الايرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية. وأضاف المسئول طالبا عدم كشف اسمه "نحن متأكدون من انه ، أي سليماني، التقى اعلى المسئولين في الحكومة السورية بمن فيهم الرئيس الاسد". ورأى ان "هذا الامر مرتبط بدعم ايران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها"، معتبرا ان واشنطن لديها كل الاسباب للاعتقاد بأن ايران تزود القوات السورية بمعدات عسكرية وذخائر. وتابع المسئول نفسه ان "الحكومة الامريكية مقتنعة بأن ايران تزود سوريا بذخائر" لاستخدامها في عمليات القمع. وتشتبه الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة بأن ايران تساعد سوريا في قمع المعارضين في حين يحاول الرئيس الاسد البقاء في السلطة وتجنب المصير الذي لاقاه قادة عرب في ثورات الربيع العربي. وقال مسئول آخر ان زيارة سليماني الى دمشق تشكل حتى الآن أحد أقوى المؤشرات على وجود تعاون مباشر بين البلدين الحليفين في القمع الذي أسفر عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل في سوريا منذ مارس حسب الاممالمتحدة. ولم يعط المسئولون تفاصيل إضافية عن المعلومات التي حملتهم على الاستنتاج بأن طهران زودت القوات المسلحة السورية بمعدات وذخائر. وطرح اسم سليماني مرارا من قبل عدد من المراقبين كخليفة محتمل للرئيس محمود احمدي نجاد وقد طالته العقوبات الامريكية باستمرار. وقد اتهمته الولاياتالمتحدة العام الماضي بانه على علاقة بمؤامرة يشتبه بان فيلق القدس اعدها لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عبر تجنيد قاتل مأجور في عصابة مكسيكية لتهريب المخدرات، لقاء 1,5 مليون دولار. وتأتي هذه المعلومات على خلفية توتر شديد بين الولاياتالمتحدةوايران حول برنامج طهران النووي وتهديدات الاخيرة باغلاق مضيق هرمز. وحذرت واشنطنطهران من انها لن تسمح لها بان تغلق مضيق هرمز، في حين يزداد استياء ايران من آثار العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. ويتوقع ان تجري وحدات بحرية في الحرس الثوري المكلفة العمليات العسكرية في مضيق هرمز والخليج مناورات في المنطقة قريبا. ويأتي الدليل على وجود تعاون مباشر بين الحرس الثوري الايراني وسوريا بعد اسبوع من اتهام محمود سليمان الحاج حمد المسؤول المنشق عن نظام الاسد، ايران والعراق بدعم النظام السوري ماليا لقمع المتظاهرين. واعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي في القاهرة بعد اعلان انشقاقه عن نظام الاسد وفقا لقناة الجزيرة. كما دعمت ايران سوريا بعد ان علقت الجامعة العربية عضوية دمشق فيها بسبب قمع حركات الاحتجاج وممارسة ضغوط على نظام الاسد لقبول خطة سلام. وكانت طهران قلقة من سقوط نظام الاسد، حليفها الرئيسي في المنطقة، وهو سيناريو قد يزيد من عزلتها بسبب العقوبات المفروضة عليها. واتهمت ايران اسرائيل والولاياتالمتحدة بالوقوف وراء احداث سوريا. وفي خطاب متلفز الثلاثاء دام ساعتين توعد الاسد ب"ضرب الارهابيين" بقوة متهما قوى خارجية بالتآمر على سوريا لزعزعة استقرارها. واكدت المعارضة من جهتها ان هذا الخطاب يحرض على العنف والحرب الاهلية في حين رأت فيه الدول العظمى تهربا من مسؤولية اعمال العنف التي يرتكبها النظام في سوريا منذ 10 اشهر بحق المحتجين. ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خطاب الاسد بانه "مستهجن" واكدت واشنطن ان الاسد فقد منذ زمن شرعيته بضربه آمال الشعب السوري لتحقيق الحرية والديموقراطية.