نظم المجلس القومى للمرأة بالشرقية ندوة إعلامية بإحدى قرى منيا القمح "كفر غنيم"، والتي حضرها عدد كبير من سيدات وفتيات ورجال القرية، وحاضر فيها الدكتور الشيخ محمد العرينى -وكيل مديرية الأوقاف بالشرقية، والأستاذة الدكتورة فاطمة الشربيني مقرر فرع المجلس بالشرقية، والأستاذة تغريد خضير عضو المجلس وآخرون. افتتحت الشربيني اللقاء بكلمة عن دور المجلس القومي للمرأة في نشر الوعي الثقافي والصحي والاجتماعي في جميع ربوع وقري الشرقية، كما أشارت إلى مدي خطورة ظاهرة زواج القاصرات صحيا واجتماعيا. وتحدث الدكتور الشيخ العرينى عن الفرق بين الزواج المبكر وزواج القاصرات في العالم العربي والإسلامي. وقال العريني إن زواج القاصرات يطلق عليه اسم الزواج المبكر، والزواج المبكر في الإسلام مستحب ومبارك فيه، وليس واجبًا كما يود البعض أن يصوره. وأضاف العريني: "كما أنه من المعروف في الشرع الإسلامي، أنه لا يحدد سنًا معينًا للزواج، سواء للفتاة أو للشاب، بل تركه للعرف الاجتماعي والأدبي وفق مقضتى الحال والظروف التي يعايشها القوم أو المجتمع. وأوضح العريني أن في بحث قانوني تم إجراؤه على التشريعات العربية فيما يتعلق بتحديد سن الزواج للأنثى، ثبت أن جميع الدول العربية تقريبا لديها تشريعات وطنية تحدد سنًا آمنًا للزواج مع تفاوت بسيط في مقدار العمر. إن المعنى الحقيقي للزوج القاصرات من الناحية الطبية والعلمية هو الزواج قبل البلوغ. وتابع العريني: " أما تسمية من تتزوج قبل الثامنة عشرة بأنه زواج مبكر، فهذا لا يستند إلى قاعدة علمية أو قاعدة شرعية، فأمر الزواج مربوط بالبلوغ والبلوغ عند الفتاة هو الفترة الزمنية التي تتحول فيها من طفلة إلى بالغة وخلال هذه الفترة تحدث تغييرات فسيولوجية وسايكولوجية عديدة، والبلوغ ليس بحدث طارئ وإنما هو فترة من الزمان قد تتراوح ما بين سنتين وست سنين للزواج، ولكن الإسلام يرد على ذلك بأن الأصل في هي المقاصد وليست الألفاظ، وفي حديث الرسول صلى الله عليه وأله وسلم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، والباءة هنا هي القدرة البدنية والقدرة المادية، ففي تعريف الزواج المبكر في الإسلام أن من الحقائق الموضوعية أنَّ سلامة جسم المرأة وعقلها له دور فعّال في تربية الأطفال وتقويم شخصيتهم. وأضاف: "ولم يغفل الدين الإسلامي عن هذه الحقيقة، لذا نبّه على ضرورة مراعاة عوامل السلامة من العيوب الجسمية والعقلية لكلا الزوجين. وجعل منهما الخيار في فسخ العقد، فيما إذا ما تبين أنّ أحدهما كان مصابًا بعيب جسماني أو خلل عقلي. إضافة إلى وجوب التأكد من سلامة الزوجة من العيوب الجسدية الموجبة لفسخ العقد، لابدّ من التركيز على سلامتها العقلية حتى لا تكون مجنونة أو حمقاء تسيء التصرف ولا تضع الشيء مواضعه، ومن أجل ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم محذرًا الشباب من العواقب الاجتماعية والتربوية الوخيمة: « إيّاكم وتزوّج الحمقاء، فإنَّ صحبتها ضياع، وولدها ضياع ». وتحدثت تغريد خضير المحاميه بالنقض وعضو المجلس عن الناحيه القانونيه لزواج القاصرات وقالت إن المتجاوزين يستغلون سلطة الولي كما في الحديث الشريف "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل"، رغم أن هذا الحديث يفيد أن الولي لا يجبر ابنته على أن تتزوج من شخص لا تريده، استغلالا لصغير سنها أو فقرها وأنها لصغرها مسلوبة الإرادة، كما أوضحت قانون الطفل المصرى الذي أقر من قبل والذي يعتبر الزواج من الفتيات القصر في مصر استغلالا جنسيا يعاقب عليه القانون".