تواجه مصانع لحوم الأبقار في الولاياتالمتحدة تهديدًا متزايدًا بالإغلاق، في ظل بقاء أعداد الماشية المورّدة إليها دون المستويات التاريخية بكثير، وهو ما يعكس وصول حجم القطيع إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من نصف قرن. وذكرت وكالة أنباء"بلومبرج" أن الوضع قد تفاقم بسبب استمرار وقف شحنات الماشية القادمة من المكسيك، في محاولة لمنع انتشار آفة الدودة الحلزونية القاتلة، ما شكّل ضغطًا كبيرًا على شركات معالجة لحوم الأبقار التي تعمل بالفعل بخسائر، كما أن هذا الوضع يمهّد لبقاء أسعار شرائح اللحم الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، ما يعقّد جهود الرئيس دونالد ترامب لخفض أسعار لحوم الأبقار القياسية. وتتعامل إدارة ترامب مع الارتفاع القياسي في أسعار لحوم الأبقار عبر حزمة من الإجراءات، من بينها الرفع الأخير للرسوم الجمركية المرتفعة على الشحنات القادمة من البرازيل. ومع ذلك، ورغم توقع ارتفاع واردات لحوم الأبقار بنسبة 15% هذا العام لتلبية شهية الأميركيين للبروتين، فإنها لا تزال تمثل نحو 17% فقط من إجمالي المعروض المحلي، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية. كما أن معظم هذه الواردات عبارة عن لحوم قليلة الدهن تُخلط مع اللحوم الأميركية لإنتاج اللحم المفروم. ولهذا السبب يرى كثيرون أن فتح الحدود الجنوبية يُعد عنصرًا أساسيًا لخفض أسعار شرائح اللحم، إذ إن الشحنات القادمة من المكسيك تتضمن ماشية حية. وكانت شحنات الماشية من المكسيك — حيث جرى اكتشاف الدودة الحلزونية لأول مرة قبل عام — قد توقفت منذ يوليو الماضي، عقب عمليات إيقاف متقطعة بدأت في نوفمبر 2024. وقد ساعد هذا الحظر على منع انتشار آفة يمكن أن تقتل الماشية خلال أيام، وكانت قد دمّرت الصناعة الأميركية في الماضي قبل القضاء عليها قبل عقود. ووفقًا لوزارة الزراعة الأمؤيكية، تم رصد ثلاث حالات للدودة الحلزونية في ولاية نويفو ليون شمالي المكسيك منذ سبتمبر. وفي ولاية تكساس، لا يزال مربو الماشية يعتنون ببعض القطعان التي شُحنت من المكسيك عندما كانت الحدود مفتوحة، إلا أن هذه الأعداد تتناقص بسرعة كبيرة، بحسب لافي لارو، رئيس رابطة مربي الماشية في تكساس، الذي قدّر أن هذه الإمدادات ستوشك على النفاد بحلول نهاية الربع الأول، ما سيزيد الضغوط على مشغلي حظائر التسمين وشركات تعبئة اللحوم. وأفاد محللون بأن شركات معالجة اللحوم باتت ترفع الأسعار في مزايداتها من أجل تأمين الحد الأدنى من الإمدادات اللازمة للاستمرار في العمل.