نفت روسيا بشدة الاتهامات الأمريكية التي تزعم نيتها بدء سباق تسلح نووي جديد، مؤكدة التزامها الكامل بجميع القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بالحد من الأسلحة. وجاء هذا الرد خلال كلمة ألقاها قسطنطين فورونتسوف، نائب مدير إدارة عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، أثناء اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة ل الأممالمتحدة، حيث قال بوضوح إن بلاده "ترفض جميع التلميحات والاتهامات الباطلة الصادرة عن الوفد الأمريكي"، مضيفًا أن روسيا تلتزم التزامًا تامًا ب القانون الدولي في كل ما يتعلق بنشاطاتها الدفاعية والعسكرية. وأكد فورونتسوف أن الأنشطة الفضائية والعسكرية التي تنفذها روسيا ليست موجهة ضد أي دولة، بل تأتي ضمن حدود القانون الدولي والتزاماتها الأمنية. وشدد على أن هذه التحركات لا يمكن اعتبارها دليلًا على نية خوض سباق تسلح نووي، بل تعكس جهود بلاده للحفاظ على توازن الردع الاستراتيجي العالمي. وكان القائم بأعمال مندوب واشنطن لدى المنظمة الدولية، أليسون ستورسف، قد اتهم روسيا بأنها "عازمة على بدء سباق تسلح نووي"، مشيرًا إلى إعلانها الأخير عن تجربة صاروخ بوريفستنيك، وهو صاروخ مزوّد بمحرك نووي قادر على الطيران لمسافات بعيدة. وفي موسكو، أعلن رئيس الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف أنه أطلع الرئيس فلاديمير بوتين على نجاح تجربة أول صاروخ بوريفستنيك في العالم يعمل بمحرك نووي، حيث قطع مسافة 14 ألف كيلومتر، واستمر تحليقه لمدة 15 ساعة كاملة، واخترق أنظمة الرادار في مسارات أفقية وشاقولية مختلفة، قبل أن يصيب هدفه بدقة عالية. وأشار جيراسيموف إلى أن الخصائص التكتيكية والفنية للصاروخ الجديد تجعل منه سلاحًا استراتيجيًا متقدمًا يمكنه ضرب أهداف محصّنة في أي مكان من العالم، ما يعزز قدرات الردع لدى روسيا. وفي أول تعليق من البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقًا على التجربة: "هم لا يلعبون معنا ونحن لا نلعب معهم"، في إشارة إلى أن واشنطن تتابع عن كثب تطورات سباق التسلح النووي وتعتبرها جزءًا من التنافس العسكري القائم مع روسيا.