استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، اليوم الخميس، جراء مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في انتهاك واضح لجهود التهدئة الدولية التي تهدف إلى وقف إطلاق النار. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن مدنيًا فلسطينيًا استُشهد وأُصيب عدد آخر من المواطنين بجروح، إثر استهداف طائرات الاحتلال منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة بعدد من الصواريخ، ما أدى إلى تدمير منازل سكنية وتضرر ممتلكات المواطنين المجاورة. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية، خلال الساعات الماضية، مناطق في شمال وشرق مدينة غزة ومدينة رفح، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين شهيد وجريح، بينهم نساء وأطفال. وأشارت مصادر محلية إلى أن الطواقم الطبية والدفاع المدني تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى مواقع القصف نتيجة الدمار الواسع وانقطاع الطرق. وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا سكنيًا في حي القرارة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد آخر، تم نقلهم إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الحصيلة الأولية للعدوان خلال الساعات الأخيرة بلغت 7 شهداء وأكثر من 20 جريحًا. من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن استمرار القصف الإسرائيلي يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يعاني من نقص حاد في الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، محذرًا من انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل في حال استمرار استهداف المرافق الطبية. وأوضحت المصادر أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تزال تحلق بكثافة في أجواء القطاع، فيما تواصل المدفعية قصف المناطق الشرقية من محافظاتغزة وخان يونس ورفح، مستهدفة الأراضي الزراعية والمنازل القريبة من الحدود. وفي سياق متصل، أكدت وكالة "وفا" أن القصف الإسرائيلي طال محيط مدارس وملاجئ تأوي نازحين فروا من مناطق المواجهات، مما أدى إلى حالة من الذعر بين المدنيين، لاسيما النساء والأطفال. وتأتي هذه الاعتداءات في وقت تتكثف فيه الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أعربت عدة دول — من بينها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة — عن قلقها من استمرار التصعيد، مشددة على ضرورة الالتزام الفوري بوقف العدوان وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع. كما دعت الأممالمتحدة إلى وقف فوري للعنف واحترام القانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن استهداف المدنيين والمرافق الحيوية يُعد انتهاكًا خطيرًا ويزيد من معاناة السكان في غزة الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة منذ بداية الحرب. ورغم التصريحات الدولية الداعية للتهدئة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية مع تدمير مئات المنازل والبنية التحتية، وارتفاع أعداد الضحايا يومًا بعد يوم.