أكد سياسيون ونواب، أن مصر اتجهت بعد حرب أكتوبر إلى البناء والاهتمام بالسياسات الخارجية، فضلًا عن التنمية الداخلية، لإقامة حياة كريمة للمواطنين، كما تشكل مصر ركيزة أساسية للأمن العربى والإقليمى بالمنطقة. الدكتور حسن سلامة وفى هذا السياق، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تمثل الركيزة الأساسية للأمن الإقليمي، سواء فى المنطقة العربية أو فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الدولة تبذل كل جهد ممكن للحفاظ على دعائم الأمن والاستقرار فى ظل تعدد بؤر التوتر. تهجير أهل غزة.. خط أحمر وأوضح «سلامة» فى تصريح خاص ل"البوابة"، أن القضية الفلسطينية تبقى الأبرز، لاسيما مع استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة على مدار عامين، ومحاولات الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية. وقال: إن مصر وضعت منذ البداية خطوطاً حمراء واضحة لمنع تصفيتها أو تهجير أهل غزة، باعتبار أن ذلك لا يستند إلى أى أساس قانونى أو أخلاقي، وهو ما ساعد كثيراً فى الدفع نحو مقترحات واتفاقات هدفت إلى حقن الدماء. وأضاف «سلامة»، أن إسرائيل باتت تدرك جيداً موقف مصر الرافض للتصفية والتهجير، وهو ما جعل القاهرة طرفاً محورياً فى الحفاظ على الأمن القومى العربى واستقرار المنطقة. وأشار إلى أن استمرار الدعم المصرى للقضية الفلسطينية، سواء سياسياً أو إغاثياً، أسهم فى إرساء قدر من الاستقرار النسبي. مصر تتبنى خيار السلام وتابع قائلاً: إن مصر تتعامل أيضاً مع بؤر التوتر الأخرى، خاصة فى ليبيا والسودان، باعتبار أن ما يجرى هناك ينعكس على أمنها القومي، وقد نجحت القاهرة، من خلال دبلوماسيتها الهادئة وصبرها الاستراتيجي، فى إدارة علاقاتها مع مختلف الأطراف والسعى لإيجاد نقاط مشتركة تنهى الصراعات. وشدد على أن مصر تتبنى خيار السلام وتدعو دائماً إلى تمكين الشعب الفلسطينى من حقوقه عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة. وأشار إلى أن الاستقرار والسلام فى المنطقة لا ينفصلان عن مسار التنمية المستدامة وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً أن إحلال السلام من شأنه أن يفتح آفاقاً واسعة للتنمية وجودة الحياة لشعوب المنطقة. تحويل الهزيمة إلى نصر مستحق اللواء أحمد العوضي من جانبه، أكد اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، وأحد المشاركين فى حرب أكتوبر المجيدة، أن حرب أكتوبر ستظل فخر واعتزاز لكل المصريين على مر السنوات، لافتًا إلى أن هزيمة حرب 1967 كانت البداية التى دفعت الجيش المصرى إلى إعادة تكوين صفوفه وتحويل الهزيمة إلى نصر مستحق بعد اقتحامه لقناة السويس وإزالة حصن بارليف. وأضاف العوضي، فى تصريح خاص ل"البوابة" أن الجندى المصرى ضرب أروع الأمثلة فى حرب أكتوبر المجيدة، قائلًا:" الجنود فى الحرب كانوا لا يهابون الموت ويدافعون عن أرضهم بأرواحهم". وأشار رئيس دفاع النواب، إلى أن الشعب المصرى دائمًا ما يثبت وطنيته ودعمه للقوات المسلحة، وذلك على مر الأحداث خاصة خلال ثورة 1952 وتحويل الدولة من ملكية إلى جمهورية وصولاً إلى حرب أكتوبر المجيدة لتحرير الأرض المصرية واستردادها من محتل مغتصب لها، لافتًا إلى أن الشعب المصرى ما زال يعبر عن حبه لوطنه وذلك من خلال الوقوف بجانب الدولة فى 30 يونيو وتخليص الدولة من جماعة الإخوان الإرهابية ودعم قواته المسلحة فى محاربة الإرهاب فى سيناء. وتابع العوضي، أن الدولة المصرية ما زالت تواجه تحديات عظيمة ولكن تمر بها من خلال الصبر والتكاتف بين الشعب والمؤسسات فى الدولة لتجاوز كافة الصعوبات، مشيرًا إلى أن افتتاح المشروعات الجديدة تدعم الاقتصاد المصرى وتفتح أفاق جديدة للتطور علاوة على استعادة مصر مكانتها الدولىة كاملة بفضل القيادة السياسية الحكيمة ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي. الإقليم العربى والتفاعلات الاقتصادية الدكتورة إيمان زهران فيما أكدت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن القاهرة باتت تدرك أن تعريف "الإقليم العربي" لم يعد قائمًا فقط على التفاعلات الاقتصادية والدبلوماسية أو نشاط المنظمات الإقليمية، بل أصبح يرتبط بشكل متزايد بمعايير القوة الصدامية والقدرات العسكرية، وذلك فى ظل حالة الاضطراب وعدم الاستقرار التى تشهدها المنطقة. وأوضحت «زهران» فى تصريح خاص ل"البوابة"، أن هذه التحولات تضع مصر أمام شبكة معقدة من التفاعلات، تفرض زيادة تكلفة الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، فى وقت تسعى فيه بعض القوى الدولية والإقليمية لملء ما تعتبره فراغًا استراتيجيًا داخل المنطقة. وأشارت، إلى أن مصر تتحرك وفق تطبيقات نظرية "الدور والمكانة"، بما يعزز من قدرتها على إعادة صياغة أطر الحل والتسوية لمستويات المخاطر داخل النظام العربي، بعيدًا عن الأطروحات الأمريكية حول "الشرق الأوسط الجديد"، وما يرتبط بها من مشروعات إسرائيلية توسعية. التوازن الاستراتيجى والانفتاح المرن وأضافت "زهران"، أن القيادة السياسية تبنت مبدأ التوازن الاستراتيجى والانفتاح المرن كأداة رئيسية لتثبيت دعائم الاستقرار، استنادًا إلى ثقل الدولة المصرية كمحور إقليمى مؤثر، قادر على توظيف أدوات متنوعة لتحقيق رؤيتها الاستراتيجية 2030، وتشمل هذه الأدوات: "الدبلوماسية الرئاسية، دبلوماسية المؤتمرات، الدبلوماسية الاقتصادية، الدبلوماسية البرلمانية، والدبلوماسية الشعبية"، بما يعزز من حضور مصر الإقليمى والدولي. كما شددت على أن الثوابت المصرية، وفى مقدمتها دعم السلام والاستقرار، احترام سيادة الدول، التمسك بالقانون الدولى وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، تشكل مرجعية أساسية لصياغة السياسة الخارجية، وترتبط هذه الثوابت بعناصر أخرى، مثل تكلفة الالتزام بها، وأوزان الخيارات المتاحة، ودرجات التصعيد المتوقعة، بما يحدد مسار التحرك المصري. وأشارت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن هذه الاستراتيجية انعكست بوضوح على الموقف المصرى تجاه القضايا المأزومة فى الإقليم، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب ملفات السودان وليبيا واليمن وسوريا والعراق، حيث تعمل القاهرة على تحقيق التوازن بين أدوات الاحتواء والمرونة السياسية، بما يخدم أمنها القومى ويحافظ على استقرار المنطقة. الدكتور رامى عاشور وفى السياق نفسه، أكد الدكتور رامى عاشور، أستاذ العلوم السياسية، أن السياسة الخارجية المصرية خلال السنوات الماضية اتسمت بالثبات والوضوح فى دعم الدول العربية والحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط. وقال «عاشور» فى تصريح خاص ل"البوابة"، إن هذا الدور يقوم على أربعة مبادئ رئيسية: احترام قواعد القانون الدولي، حماية مؤسسات الدولة الوطنية، دعم تطلعات الشعوب، ورفض التدخلات الخارجية. وأضاف أن الموقف المصرى تجاه الأزمات فى ليبيا وسوريا والسودان واليمن كان واضحًا، حيث ركزت القاهرة دائمًا على دعم الجيوش والمؤسسات الوطنية باعتبارها الضمانة الحقيقية لوحدة الدولة واستقرارها، مع رفض وصول أى تنظيمات أو ميليشيات مسلحة إلى الحكم، لما يحمله ذلك من مخاطر على بقاء الدولة نفسها. وأشار "عاشور"، إلى أن الموقف ذاته ينطبق على لبنان، حيث تواصل مصر دعمها للجيش اللبنانى والمؤسسات الرسمية، باعتبار أن تقوية الدولة يضعف من فرص تمدد التنظيمات المسلحة. الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفيما يخص القضية الفلسطينية، وأوضح أن مصر تدافع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، دون الانحياز لأى فصيل، وتعمل على تثبيت الوجود الفلسطينى من خلال المبادرات الإنسانية والسياسية ومشروعات إعادة الإعمار. وأوضح الدكتور رامى عاشور، أن القاهرة تتحرك أيضًا على المستوى الإقليمى لمواجهة ثلاثة مشاريع خطيرة تهدد الأمن القومى العربي، وهي: المشروع الإيرانى الساعى لمد النفوذ الفارسي، المشروع التركى المرتبط بإحياء الإرث العثماني، والمشروع الإسرائيلى المرتبط بفكرة "إسرائيل الكبرى". الأمن القومى العربي وأكد أن مصر تعمل على تعطيل هذه المشاريع من خلال التنسيق مع شركائها العرب، وتسليط الضوء على المخاطر فى المحافل الدولية، ودعم صمود الشعوب فى مواجهة هذه المخططات. ونوه إلى أن الأمن القومى المصرى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربي، وأن مصر ستواصل دورها التاريخى فى حماية استقرار المنطقة والحفاظ على وحدة دولها ومؤسساتها الوطنية