في أجواء من الفخر والامتنان، شهدت الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي تكريما خاصا لاسم الفنان الراحل محمود ياسين، ابن المدينة الباسلة وأحد رموز الفن المصري الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما والدراما. مسيرة فنية حافلة جمعت بين الرومانسية والوطنية وجاء التكريم بإهداء الدورة الأولى لاسمه، تقديرًا لمسيرته الحافلة وأدواره التي جمعت بين الرومانسية والوطنية، حيث عرف بلقب "بطل الحب والحرب"، كما أصدر المهرجان كتابا توثيقيا بعنوان "بطل الحب والحرب"، يرصد مشواره الفني الثري ومحطاته المضيئة التي صنعت منه أيقونة فنية وجسرًا بين أجيال السينما. وفي لحظة امتزجت فيها مشاعر الفخر بالحنين، عاش أبناء الفنان الراحل محمود ياسين أجواء خاصة خلال تكريمه في الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي، تكريمًا لمسيرته التي حفرت ملامحها في تاريخ الفن المصري والعربي، بين المسرح والسينما والتلفزيون، وحين جاء الاحتفاء به من مدينته الباسلة بورسعيد، شعر أبناؤه أن اسم والدهم يعود ليضيء من جديد. وتحدثت كل من رانيا محمود ياسين وعمرو محمود قلوبهم للحديث عن هذه اللحظة المؤثرة، وعن قيمة تكريم والدهم، وما يعنيه لهم أن يظل اسمه حاضرًا في ذاكرة المهرجانات والأجيال. الفنان محمود ياسين فخر بالتكريم قالت الفنانة رانيا محمود ياسين ل"البوابة نيوز": "سعيدة طبعًا بتكريم اسم والدي الراحل محمود ياسين ضمن فعاليات مهرجان بورسعيد السينمائي الأول، مؤكدة على أن هذا التكريم يعكس مكانته الكبيرة في قلوب الجمهور وصناع السينما المصرية". وأشارت رانيا إلى أن المهرجان أعاد لها ذكريات جميلة مع والدها الذي قدّم تاريخًا فنيًا حافلًا بالأعمال الخالدة التي لا تزال حاضرة في وجدان المشاهدين، مضيفة أن الاحتفاء باسمه في هذه الدورة الأولى يعد لفتة إنسانية وفنية تعني لها ولأسرتها الكثير. وأكدت أن مثل هذه المبادرات تساهم في تخليد قيمة رموز الفن المصري وتقديمه للأجيال الجديدة كنماذج ملهمة، معربة عن شكرها لإدارة المهرجان على هذا التكريم المميز. وعن مكانة مدينة بورسعيد في قلوبهم، قالت رانيا محمود ياسين: "مدينة بورسعيد تحتل مكانة مميزة في قلوب الأسرة، مشيرة إلى أن والدها كان يحمل لهذه المدينة حبًا خاصًا وتقديرًا كبيرًا لما لها من تاريخ وطني وفني" وأضافت رانيا محمود ياسين أن هذا التكريم في مدينة بورسعيد لها رمزية وطنية وتاريخية يعزز من قيمة الحدث، ويجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز، مؤكدة أن والدها لو كان حاضرًا لكان سعيدًا بأن يُكرم اسمه في هذه البقعة العزيزة على قلبه. في إطار الاحتفاء بذكرى والدها النجم الكبير محمود ياسين، استرجعت الفنانة رانيا محمود ياسين بعضًا من أجمل المواقف التي جمعتها به، مؤكدة أنه كان بالنسبة لها الأب والصديق والمعلم. وأوضحت رانيا أن والدها كان دائمًا يحرص على تشجيعها ومنحها النصائح في حياتها الفنية والشخصية، مشيرة إلى أنها لمست فيه جانبًا إنسانيًا عظيمًا لا يعرفه سوى أفراد أسرته. كما روت كيف كان يحتضنها في لحظات ضعفها ويمنحها شعورًا بالأمان، مؤكدة أن تلك الذكريات ستظل محفورة في وجدانها ما دامت على قيد الحياة. وعبرت الفنانة رانيا محمود ياسين عن فخرها واعتزازها بعد تكريم اسم والدها الفنان الكبير محمود ياسين في الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي. ووجهت رانيا رسالة مؤثرة إلى والدها الراحل قائلة: "يا حبيبي يا بابا.. إنت موجود معايا في كل لحظة، مش بتفارقني في أحلامي ولا في قلبي، كل تكريم لاسمك بيخليني أشعر إنك لسه عايش بينا بفنك وتاريخك العظيم، واللي هيفضل منور للأبد". الفنانة رانيا محمود ياسين روح الأب أعرب الكاتب والسيناريست عمرو محمود ياسين عن سعادته البالغة، بتكريم والده الراحل محمود ياسين، ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد، قائلًا: "كنت بتمنى والدي يكون حاضر تكريمه بمهرجان بورسعيد مش بس عشان تكريمًا لمسيرته، ولكن عشان حبه الشديد لمدينة بورسعيد الباسلة، وكلامه عنها خلاني كأني عشت فيها وتربيت فيها". وأوضح عمرو محمود ياسين: "والدي كان يقدّم ما يقرب من عشرة أفلام سنويًا، حيث كانت المنافسة بين نجوم جيل والده، محمودة وإيجابية، مسرحية "بداية ونهاية" شارك فيها والدي وعدد من كبار النجوم وكانت إيراداتها تُوجَّه لتسديد ديون مصر". وأشار عمرو محمود ياسين: "والدي كان نشيطًا للغاية في مجال السينما خلال فترة شبابه، وأوضح أن والده كان يرى أن فترات التألق الحقيقية لأي فنان تكون في مرحلة الشباب، وكان يقول "السينما فن شاب لا يسير إلا في رَكاب الشباب"، لذلك استغل هذه المرحلة بأقصى طاقة". وأضاف: "والدي بالفعل كان يشارك أحيانًا ما يقرب من 12 فيلما بالسنة، لافتًا إلى أن والدته كانت حاضرة بشكل أكبر في تلك الفترة، لكنها مع مرور الوقت وعندما كبر ظهر أكثر في حياته متعمدا". وأكد أن نجاح الأسرة يتطلب تنوعًا في الأدوار بين الأب والأم، وهو ما تحقق بين والديه، قائلا: "كان فيه نجاح بين والدي ووالدتي في توزيع الأدوار بينهم علينا". استعاد السيناريست والفنان عمرو محمود ياسين ذكريات خاصة جمعته بوالده النجم الراحل محمود ياسين، مؤكدًا أنه لم يكن بالنسبة له مجرد أب فقط، بل قدوة ومعلم في الحياة والفن. وقال عمرو إن والده كان دائم الحرص على غرس قيم الالتزام والجدية فيه، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، مشيرًا إلى أنه تعلم منه أن النجاح لا يأتي إلا بالاجتهاد والصبر. كما روى موقفًا لا ينساه حين كان صغيرًا، حيث اصطحبه والده إلى كواليس أحد أعماله السينمائية، وكان يحرص على أن يعرفه كيف يُبنى الفن على التعب والانضباط، وهو ما ظل محفورًا في ذاكرته حتى اليوم. وأكد عمرو أن والدَه سيبقى حيًّا بفنه وتاريخه الكبير، وأن ذكرياتهما معًا هي الكنز الحقيقي الذي يعتز به دائمًا. وحرص السيناريست عمرو محمود ياسين على توجيه رسالة إلى والده الراحل، قائلًا: "أشعر بفخر واعتزاز لأن المهرجان الأول في مدينة بورسعيد يقام تخليدًا اسم والدي، هذا التكريم هو أصدق تعبير عن قيمة محمود ياسين الفنية والإنسانية". وتابع عمرو إلى أن ما يخفف من صعوبة غياب والده هو هذا الحب الكبير الذي لم ينقطع من جمهوره، معتبرًا أن تكريم بورسعيد له بمثابة رد جميل لرحلته الطويلة التي جمع فيها بين "الحب والحرب" في مسيرته الفنية. السيناريست عمرو محمود ياسين وقد أسدل مهرجان بورسعيد السينمائى الدولى الستار على دورته الأولى، التى أقيمت فى الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر الجارى، برئاسة الناقد أحمد عسر، وبرئاسة شرفية للمنتج هشام سليمان، وتحت رعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، واللواء أركان حرب محب حبشى محافظ بورسعيد. وضم المهرجان في دورته الأولى ثلاث مسابقات رئيسية تشمل مسابقة الأفلام الطويلة بمشاركة تسعة أفلام ومسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية بمشاركة أربعة وأربعين فيلما ومسابقة أفلام الطلبة بمشاركة ثلاثة وعشرين فيلما بالإضافة إلى قسم البانوراما التونسية الذي يضم فيلمين فضلا عن إقامة ندوات وورش عمل تفاعلية على هامش المهرجان.